Elora_san
فاضت مشاعري هنا لأول مرة، مشاعر لم أختبرها في حياتي قط، كأنما انفتح سدُّ داخلي فجأة، فتدفقت أمواج من عاطفةٍ جامحةٍ لم أكن أعرفها. راح قلبي يخفق بجنونٍ، ليس لرؤية وجهك، بل فقط لرؤية اسمك يتألق على الشاشة كنجمةٍ في سماءٍ معتمة. يا للعجب! كيف يمكن لاسمٍ مجردٍ أن يُلهب مشاعرًا بهذه القوة؟ لا أعرفك، لم أرك يومًا، ولم أختبر حقيقتك. ومع ذلك، كل نبضةٍ في قلبي تسألني: لماذا؟ الإشعارات التي تحمل اسمك، كرسائل كونية تنذر بوصولك، تثير في داخلي عاصفة من الأحاسيس. لم يكن حديثك معي مميزًا، لم تكن كلماتك مُذهلة، بل كنت عاديًا. أحيانًا كنت قاسيًا، وأحيانًا لينًا، ومع ذلك... أردت أن أخبرك: أحبك. ولكن كلماتي تخونني دائمًا، تتبعثر بين يدي كزجاجٍ مكسور. بدا كل ما قلته مبتذلًا، وكل ما كتبته سقيمًا، أو هكذا وصفتني: "دراما وغباء." لمت نفسي مرارًا، عاتبت قلبي الذي أحبك بتهورٍ، كرهته لأنه ينبض لمجرد سماع اسمك. أصبحت أراك في كل شيء: النجوم التي تزين السماء، القمر الذي يغمر الليل بنوره، الألوان العميقة كالأحمر الخمري والأسود الأنيق، الكتب التي تأسر الفكر، القهوة برائحتها التي تعيد الروح، وحتى الأغاني التي تبوح بما عجزت عن قوله.
Elora_san
أحببتك بلا منطق، بلا تفسير. أنت لست بطلاً، بل إنسانٌ عادي، وأحيانًا قاسٍ لا يعبأ. فلماذا إذًا يُصر قلبي على ذكرك؟ لماذا يعيد عقلي خلق سيناريوهات وهمية للحوار معك؟ أتدري... لطالما بكيت لله، أشكو له من ضعفي أمام حبك، من ألمي الذي استبدّ بي. سألته: لماذا؟ لماذا أحببت من أذاني؟ لكن الله في حكمته أراني الخير في الألم، وذكرني بقوله تعالى: "وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم." تعلمت من رفضك دروسًا لا تُنسى. تعلمت أن الألم ليس عدوًا، بل معلمًا صارمًا. تعلمت أن أرى هشاشة الآخرين وأعطف على جراحهم، أن أعبّر عن نفسي دون أن أُفقد كرامتي، أن أرسم حدودًا تحميني من الانكسار. أدركت أن الحب ليس استسلامًا أعمى، بل قوة تقودني نحو النضج والتوازن. تغيرت كثيرًا. لم أعد تلك "الدرامية الغبية" التي وصفتها. أصبحت إنسانةً أقوى، أكثر اتزانًا ونضجًا. أعبر عن نفسي بجمالٍ وعمقٍ، بالرسم والكتابة، وأرى في الحب عطية من الله، ليس لأجلك، بل لأجلي أنا، ليقودني نحو نورٍ لا أراه في البداية، ولكنه ينتظرني في النهاية. أتمنى لك كل الخير، يا شرارة أشعلت في داخلي نيران التغيير، يا سبب ألمي الذي صار سُلّمًا نحو نضجي، ويا ذكرى أودعها اليوم بسلام.
•
Reply