Emma_Chan_00

أكره اللحظة التي يضطر المرء فيها لإكمال طريقه 
          	ليس رغبة ولا لدافع معين وإنما فقط لأنه لا يوجد خيار آخر
          	لكن دائماً ما يراودني تساؤلات حول ذلك
          	هل الرغبة والشغف والحافز أسباب أصلا للاستمرار؟ أم أننا أقنعنا عقولنا بتلك الخرافات!
          	تأملت حولي فوجدت أن نسبة من يكملون طريقهم لحافز أو دافع يكادون ينعدمون تقريباً! 
          	أكُلُّ هؤلاء مرغمون على الاستمرار؟! أم أن الشغف مجرد كذبة! 
          	حتى عندما أحاول إجبار نفسي على إكمال الطريق أغلب محاولاتي تخيب
          	ترى هل العيب بي؟
          	وأسمع كلاماً من هذا وذاك وكل قولهم يدور حول نقطة "دبس نفسك!" 
          	لا تنتظر الحافز أو اللحظة المثالية لخوض طريق ما 
          	فقط "دبس نفسك" 
          	ضع نفسك أمام الأمر الواقع وستجد أنك مرغم على الإكمال
          	ربما لن تحب الطريق ولكنك حتما ستحب النتيجة
          	وعندها أدركت أن الدافع الذي يقود الإنسان نحو نهاية الطريق هو الخوف
          	الخوف من الخسارة أو من خذلان من يحب أو حتى مجرد الخوف من الوصم بكلمة "فاشل" 
          	لكن هذا الخوف الممنهج يجعل منا نسخاً متشابهة تسير في طرق محدودة وتهاب الطرق الجديدة
          	لم أعد أدري.. هل هذا الخوف شيء جيد أم سيء؟ 
          	ربما يجب أن نخرج عن المألوف ونجرب الطرق الجديدة دون تردد
          	لكن.. هذا يعيدنا إلى النقطة ذاتها.. 
          	الخوف من الخسارة أو خذلان من نحب أو الخوف من الوصم بكلمة فاشل
          	لماذا يتحتم على الإنسان خوض طرق لا يرغبها فقط لأن هذا ما سيصفه الناس بالنجاح؟
          	منذ متى كان للنجاح مقياسا معيناً؟
          	ولماذا قررنا أن هذا ناجح وذلك فاشل؟
          	وهذا غبي والآخر ذكي؟
          	لماذا قررنا بناء "اصطامبة" معينة نحدد من خلالها مدى توافق الشخص مع المجتمع
          	لماذا لم ننظر للواقع بنظرة أكثر واقعية
          	الحياة ليست معرفة بمقاييس محددة وليس لها كتيب إرشادات
          	من العبث حقاً محاولة التماشي الكاذب مع المجتمع وإقناع أنفسنا بفكرة أن "هذا أنا.. هذا ما أريده" 
          	ولكن بداخل كل منا.. نعلم أنه ليس بذلك..

Emma_Chan_00

أكره اللحظة التي يضطر المرء فيها لإكمال طريقه 
          ليس رغبة ولا لدافع معين وإنما فقط لأنه لا يوجد خيار آخر
          لكن دائماً ما يراودني تساؤلات حول ذلك
          هل الرغبة والشغف والحافز أسباب أصلا للاستمرار؟ أم أننا أقنعنا عقولنا بتلك الخرافات!
          تأملت حولي فوجدت أن نسبة من يكملون طريقهم لحافز أو دافع يكادون ينعدمون تقريباً! 
          أكُلُّ هؤلاء مرغمون على الاستمرار؟! أم أن الشغف مجرد كذبة! 
          حتى عندما أحاول إجبار نفسي على إكمال الطريق أغلب محاولاتي تخيب
          ترى هل العيب بي؟
          وأسمع كلاماً من هذا وذاك وكل قولهم يدور حول نقطة "دبس نفسك!" 
          لا تنتظر الحافز أو اللحظة المثالية لخوض طريق ما 
          فقط "دبس نفسك" 
          ضع نفسك أمام الأمر الواقع وستجد أنك مرغم على الإكمال
          ربما لن تحب الطريق ولكنك حتما ستحب النتيجة
          وعندها أدركت أن الدافع الذي يقود الإنسان نحو نهاية الطريق هو الخوف
          الخوف من الخسارة أو من خذلان من يحب أو حتى مجرد الخوف من الوصم بكلمة "فاشل" 
          لكن هذا الخوف الممنهج يجعل منا نسخاً متشابهة تسير في طرق محدودة وتهاب الطرق الجديدة
          لم أعد أدري.. هل هذا الخوف شيء جيد أم سيء؟ 
          ربما يجب أن نخرج عن المألوف ونجرب الطرق الجديدة دون تردد
          لكن.. هذا يعيدنا إلى النقطة ذاتها.. 
          الخوف من الخسارة أو خذلان من نحب أو الخوف من الوصم بكلمة فاشل
          لماذا يتحتم على الإنسان خوض طرق لا يرغبها فقط لأن هذا ما سيصفه الناس بالنجاح؟
          منذ متى كان للنجاح مقياسا معيناً؟
          ولماذا قررنا أن هذا ناجح وذلك فاشل؟
          وهذا غبي والآخر ذكي؟
          لماذا قررنا بناء "اصطامبة" معينة نحدد من خلالها مدى توافق الشخص مع المجتمع
          لماذا لم ننظر للواقع بنظرة أكثر واقعية
          الحياة ليست معرفة بمقاييس محددة وليس لها كتيب إرشادات
          من العبث حقاً محاولة التماشي الكاذب مع المجتمع وإقناع أنفسنا بفكرة أن "هذا أنا.. هذا ما أريده" 
          ولكن بداخل كل منا.. نعلم أنه ليس بذلك..

Emma_Chan_00

دائماً ما أتابع الأحداث الجارية في العالم بأدق التفاصيل حتى مع علمي بأنني من ضعاف القلوب الذين لا يتحملون ما يرونه
          بدأ الأمر معي في التاسع عشر من فبراير لعام 2019 عندما رأيتُ حادث قطار رمسيس الذي أدى للكثير والكثير من الإصابات والوفيات 
          ثم ولاه حادث سقوط الطالبة آية تحت عجلات القطار في بورسعيد وقد فطرت قلوب الجميع عليها خاصة من كانوا معها في القطار وتحديدا من حاولوا إنقاذها
          ثم تبعته الحوادث والكوارث تتوالى حول مرأى عيني ثم بدأت أرى ما يجري في العالم حولي فعرفت ما أصاب الطفل المغربي ريان وما جرى في الحبيبة سوريا وما وقع من نزاع حول المغرب والجزائر الحبيبتان ثم توقف العالم لعام كامل وبعدها تغير كل شيء
          أصبحت الأخبار بين يدي كلما شئت رأيتها ومتى لم أشأ فقط أطفأ الجهاز وأنشغل في ما عداها 
          لكن شيء ما كان يمنعني من الانشغال 
          ربما كنت أشغل نفسي لكن عقلي لم ينشغل لوهلة عن ما يحدث حوله
          بعدما مر ذلك العام وسرق العديد من الأرواح كان العام التالي 2021 وبداية ما رأيته في الحبيبة الغالية العزيزة فلسطين
          لطالما عرفت أن فلسطين بلدنا وهي منهوبة وأن النصر لنا ولكن الصورة كانت مشوشة
          ربما لصغر سني لم يخبرني أحد بما كان يجري هناك وظننتُ في نفسي أنه فقط مجرد نزاع حول اسم أو ما شابه
          ولكن عندما لمست الحقيقة بيدي ورأيت بشاعة ما يحدث بعيني لم يعد عقلي يتحمل ما يراه من بشاعات متوالية 
          والله يعلم كم بكيت لأحداث حي الشيخ جراح وكيف أنني استوعبت الواقع بأبشع طريقة
          ومضت تلك الأحداث ومرت الأيام وأنا أرى ما يحدث حولي في العالم
          ثم رأيت بعدها مقتل الطالبة نيرة وتلاه مقتل العديد من الطالبات حول البلدان العربية
          ولا زالت قدرتي على فهم ما يحدث مثبطة ولا تدري كيف للإنسان أن يفعل ما هو بتلك البشاعة
          ومضت السنوات وأنا أقرأ وأشاهد وأفهم ما يجري حولي حتى لم تكد هناك قضية سياسية أو كارثة أو حادثة لم أسمع عنها أو أعرف ما حدث بها 
          

Emma_Chan_00

وبعدها تمر الأيام والمجازر لا تتوقف بل ويضرب الخونة لبنان وبعض البقاع الأخرى ونحن نتسائل متى ينتهي كل هذا! 
            ومنذ بضع أيام وتحديداً يوم الإثنين الرابع عشر من أكتوبر 2024 رأيت المقاطع التي صورها صالح الجعفراوي ومدى بشاعة المناظر 
            أعادتني تلك اللقطات إلى عام 2019.. حادثة قطار رمسيس
            كان المشهد مشابه على الرغم من اختلافه 
            ففي كلا المشهدين رأيت أناساً تأكلهم النيران.. 
            والغريب هو أننا نواصل العبث واللهو وكأن شيئاً لم يكن
            وفي نفس اليوم عرفت خبر انقلاب حافلة جامعة الجلاء.. اه كم آلمني قلبي عندما رأيت "بالطو" أحد الطلاب عالقاً بنافذة الحافلة وقد مات صاحبه
            وعلى الرغم من كل ما رأيته إلا أن تلك الحادثة آلمتني ألما غير طبيعي
            لا أدري ما السبب ولكنني أفترض أنه لأنني أعلم أنهم كانوا طلاب.. مثلي تماماً.. في طريقهم لجامعتهم ولا يضعون في بالهم شيئاً وانتهى بهم الأمر بين مصاب ومتوفى..
            يا الله كم زادت الآلام.. لا أدري بجدية هل أقتل نفسي بالمتابعة كما يخبرني أهلي أم أن الأمور قد جاوزت الحد
            الموت في كل مكان والعجز في قلبي وعزائي أنني أوقن بأن هناك رباً شاهداً على ما يجري وهو سبحانه يمهل ولا يهمل
            عزائي أننا ملك له يفعل بنا ما يشاء
            عزائي أن هناك يوماً آخر.. يحكم فيه على من ظلم 
            ولا نقول إلا ما يرضي ربنا 
            إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل
            لا تنسوا الدعاء لكل من أصابه ابتلاء فضلاً
            
Reply

Emma_Chan_00

وبمرور الأيام أعرف أكثر وأكثر بآلام شعوبنا الحبيبة 
            فرأيت بعدها زلزال سوريا وتركيا ومن ثم المغرب وتلتهم سيول درنة العزيزة وقد أهم القلب ما أهمه وانشغل عقلي أكثر وأكثر بما يحدث
            وبطبعي الجبن في قلبي ولكنني -ربما- كنت أحاول التغلب على جبني بمتابعة التفاصيل المريرة لكل ما هب ودب حتى أصبح قلبي في خوف تام من المستقبل 
            دمرت نفسي بنفسي ومضت فترة اكتأبت بها بسبب خوفي المفرط حتى انتبهت لأهم نقطة.. الأعمار بيد الله وكلنا له راجعون 
            بدأتُ أهدأ وأطمأن وبدت مشاعري للأسف تتبلد 
            أكان الخوف هو ما يحيني؟ لكنني لا أرغب في العيش بالخوف 
            ولم أكد أستوعب ما يجري حتى جرى ما جرى في غزة وقد كنت في بادئ الأمر في غاية الذعر والغم 
            لم أكن أستطيع أن أعيش حياتي وأنا أرى ما أراه 
            ما هذه البشاعة؟ ما هذه الخسة والدناءة؟ ويال هذا الشعب الأبي الصامد! لكن الصورة كانت ناقصة.. كان ينقصها أن أدرك أن الصمود ليس خياراً.. بل هو مصير تحتم عليهم.. لكن الله اصطفاهم وثبتهم ورفع منزلتهم باصطفاءهم لهذا الابتلاء
            ومن أبرز من ظل في عقلي في تلك الفترة اثنان 
            علي نسمان ويوسف.. شعره كيرلي وأبيضاني وحلو 
            كلا منهما مزق قلبي وأوجع روحي ولم يكونا وحدهما إطلاقاً.. بل صحبا معهما الآلاف والآلاف داخل قلبي وأنا لم أعد أتحمل 
            كل يوم أرى ما هو أبشع.. يا الله متى ينتهي هذا! وكلما كاد قلبي يجزع راودني صوت الأب الذي فقد أبناءه قائلا "متعيطش يا زلمة.. احنا أهل رباط.. كلنا شهداء" 
            وكلما كدت أنسى يراودني القائل "روح الروح انت يا ريم" 
            اه كم صبروا وتحملوا! 
            وبعدها جاء إعلان الهدنة الزائفة! أربعة أيام كانت كفيلة بجعل الملايين ينسون ما قد رأوه من قتل وسفك لدماء اخوانهم
            وتمضي الأيام وتقل الأخبار ونعرف بعدها ما حدث في السودان الحبيب
            ويزيد الهم والله يعلم أن كلاهما في القلب بنفس الغصة والحرقة 
            وهكذا تمضي الأيام بين فرحة لضربة أو هجمة وحزن لمجزرة 
            وقد توسع الأمر من الأوغاد فـ"قتلوا" إسماعيل هنية وهم والله لا يدرون أن شخص كهذا لا يموت! وفي اليوم ذاته استشهد الصحفي إسماعيل الغول والذي نافس نسمان ويوسف في ألم حدثه في قلبي 
            لم أسطع استيعاب الأمر حتى الآن! في لحظة صار إسماعيل ورفيقه رامي الريفي في جنان الخلد 
            قلبي يؤلمني كلما ذكرت أمرهما ولا أستطيع تمالك دموعي كلما رأيت أسماءهم 
            
Reply

Emma_Chan_00

غدا سيأتي..
          وسيردون بغضب وغشامة ردًا غير متناسق.
          وسيسقط من المسلمين ما شاء الله أن يسقط..
          وسنحزن وسنتألم وبعضنا سيصرخ ويبكي..
          وسيصيح المنافقون والمتأثرون بهم: أرأيتم؟ ما أغنت فرحتكم؟ هذا ما حذّرناكم ..
          
          فمن الآن نقول: الأيام دول.. وفي كل خير.
          نَغلب تارة فنفرح ونؤجر بفرحنا.. ونُغلب تارة فنحزن ونؤجر بحزننا.
          
          ونحن لما فرحنا لم نفرح ونحن نظن أن الحزن لن يعرف طريقنا أبدًا وأن دمائنا ثانيةً لن تنزف.
          بل نعلم يقينأ أن الحق يدفع ثمنًا أبهظ من الثمن الذي يدفعه الباطل دائمًا 
          غير أن أهل الباطل ينفقون ليصدون عن سبيل الله ثم يكون ما أنفقوا حسرة عليهم ثم يغلبون والباطل كالزبد جفاء إذا قذفه الله بالحق.
          
          فوفر يا حكيم زمنك قولك حينها: "هذه بتلك."
          فلا سواء..
          قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار..
          خسائرنا مكاسب في ميزان الله الذي لا يشغلنا غيره.. ومكاسبهم لا تزيدهم عند الله إلا خسرانًا ((مُبينًا)).
          -محمد سامح

Emma_Chan_00

في العام الماضي وتحديداً في اليوم الأول من أكتوبر ٢٠٢٣ كان أول أيامي في الجامعة 
          وكما هي طبيعة الحال في كل أمور الحياة ففي البداية يُصحب شعور الحماسة بالتوتر 
          مضى اليوم الأول بحماسته وتوتره وكذا الأسبوع الأول حتى ابتدأ الأسبوع الذي يليه وتحديداً يوم السبت السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ 
          كان يوم فرحٍ وسرور ولكن كان في الفرح غصة وكأن القلب كان يدري ما سيجري
          نعلم أن عدونا غادر خائن لا يؤتمن وأنه كالحيوان في صراعه كالحرباء في تلونه وفناناً في قلب الطاولات وكسب قلوب جماهيره 
          في اليوم التالي الأحد الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣ بدأ الغدر 
          تهجير وقصف ومجازر لا متناهية
          وانقطاع الطاقة والمياه واستهداف المنازل والآلات وسبل النقل والمواصلات 
          كان رعباً وموتاً رأيناه بأعيننا وبكيناه بقلوبنا 
          وبعد أيام عرفنا ما كان يجري في السودان الحبيب من صراعات ومجازر سبقت مجازر غزة بعام تقريباً وصار الألم أقوى وأكثر والعجز زاد
          وها نحن اليوم نرى فتح وردّ بعض أراضي السودان الحبيب ونتمنى من قلوبنا لو تلحقه غزة
          وغداً السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ سيكون أول أيام سنتي الثانية من الجامعة
          عام كامل شهدنا فيه الموت في كل ليلة وتابعنا الأعداد لأننا ما عاد يمكننا تذكر الأسماء ثم زاد الوضع سوءاً فلم نعد حتى نعُد! 
          وُزِنت الأشلاء في أكياس تحت مسمى المجهول ولكن عزاؤنا أنهم مجهولون في الأرض ولكن حتماً معروفون في السماء
          في هذه الإبادة الشنيعة الناجي فيها هو من نراه قد مات
          ووالله ما مات ولكنه حي يرزق في جنة الخلد
          رحم الله شهدائنا وشفى جرحانا وردَّ إلينا الأراضي في القريب العاجل وعجَّل لنا نهاية عدونا 
          وليس بأيدينا سوى أن ندعو ونتذكرهم فرجاءاً لا تنسوا
          

Emma_Chan_00

جماعة هي الناس اللي بتحط قصصي في قوائم قراءة ياوي دي 
          انتو كويسين يا جماعة؟؟؟؟
          أنا قلت مليون مرة إني مبدعمش القرف دا ومبكتبش عنه وبنبه لكدا في أغلب قصصي وكاتبة في البايو بتاعي
          أعمل إيه تاني عشان تستوعبوا بجد الموضوع مستفز أوي

Emma_Chan_00

@ Haneen404   ربنا يشفيهم بجد عقليات مريضة
Reply

Haneen404

قرف بعيد عنك معرفش دول عرب ازاي بجد مقرفين
Reply

Emma_Chan_00

سُئل ابن سينا: هل في الحررب خير؟
          
          فقال: يصطفي فيها الله شهداءَه، وينقل فيها بعضَ عباده إلى أرض أخرى فيها رزقٌ لهم، ما كانوا ليسعوا إليه طواعية، ويغفر فيها سيئاتِ بعضهم، ويرفع درجاتِ آخرين، ويُريح العبادَ من بعض شِرار الناس، ويفضح الخائن، ويكشف ذا الخُلق، وتنجلي معادنُ البعض، ثم تمضي كما مضى ما قبلها من ابتلاءات، ويبقى الأجر لمن صبر، والوزر لمن فجر وكفر.
          
          لا تنسوا الدعاء لغزة والسودان وسوريا وكل بلاد المسلمين.

Emma_Chan_00

ربما لو كان أدركَ التأخيرَ في ساعتهِ لكان علِمَ أنَّهُ ما كانَ عليهِ الاستعجال في أخذِ رشفةٍ من قهوتهِ ولكانَ علِمَ أن سائقَ الحافلةِ قد انتظرهُ مدةً قبلَ رحيله..
          ولو كان أدركَ أنَّهُ نسيَ ربطَ رباطِ حذائهِ لما تعثَّرَّ في الطريقٌ ولا ظنَّ أنَّ الحجَرَ كانَ ما أوقعه..
          ولو كانَ أزالَ السمّاعةَ من أذنيهِ لعلِمَ أنَّ في الطريقِ رفيقٌ يريدُ أن يشاركهُ ما حَمَل..
          ولكانَ علِمَ أنَّ ذاكَ الرفيق هو الصديقُ الذي كان يبحثُ عنه..
          ولو كانَ نظرَ حولَهُ لعلِمَ أنَّ في البحرِ قوارِبٌ تجدِّفُ نحوه..
          ولو تناسى صُراخَ مديرِهِ لعلِمَ أنَّ كلامَ زميلهِ الذي أثقلَهُ أراد فقط أن يخفِفَ عنه..
          ولو نظرَ للجميعِ كأنهم لحظاتٌ في حياتهِ لما علَّقَّ قلبهُ بأحد..
          ولو اتَّبعَ حدثهُ لدرى أن هناك طريقٌ آخرَ مختصر..
          ولو فتحَ عينيهِ لأدركَ أنَّ في الظُلمةِ نورُ شمعةٍ يهديهِ إلى مكان به ضوء لكنَّهُ رفض..
          رفضَ كُلّ شيءٍ وظلمَ نفسهُ وبقي فقط العدوّ في روايته..

Emma_Chan_00

لم يكُن الحجرُ في الطريقِ هو سبب عثرتِه ولا فواتُ الحافلةِ هو سببُ تأخُّرِهِ ولا انسكابَ القهوة على قميصهِ الأبيض هي سبب تعكير صَفوِهِ بل كانَ هوَ..
          كانَ هو السبب في كل ما رمى عبئهُ عليهِ ولامَهُ في الوقتِ الذي كان هو بنفسهِ عدوَ نفسِه..
          وسادتُه تُثقَلُ كل يومٍ بهمومهِ ودموعهِ وينهضُ عنها سائلاً لماذا صدُعَ رأسه..
          ربما لعدمِ نومِهِ أو لكثرةِ التفكيرِ بما حلَّ ويحلُّ أو قد يحلُّ في لحظةٍ لا يدري أآتيةٌ هي أم لا..
          أو ربما لأنّهُ سمِعَ طوالَ يومِهِ ما يثقل كاهلهُ ويُضعِفُ نفسَهُ لكنَّهُ تغاضى.. لأجلِ ألّا يُثقِلَ غيره..
          أو لأنهُ جعلَ من عقلِهِ إسفنجة لتمتصَ حُزنَ الزميلِ والصديقِ والشريكِ وحتّى حُزنَ رفيقِ الطريقِ..
          أو ربما لأنّهُ ما زال لم يجِد رفيقهُ وشريكَهُ أو حتى من يهوِّنُ عليهِ طولَ الطريقِ..
          أو ربما لأنّهُ علقَّ آمالهُ على شخصٍ أو ربما أشخاص.. وظنَّ أنّ منهُم من يبالي بما يراه..
          أو ربما لأنَّهُ فقط أحبَّ العيشَ في دَورِ الغريقِ رافضاً حتى أن ينظُرَ لقاربِ الغَوثِ الذي ملَّ مَن فيه من سحبِهِ من حزنِهِ مراراً وتكراراً لكنه فقط يرفض.. لأنَّهُ لا يريدُ أن يفيق..
          أو ربما طالَ عليهِ الطريقُ حتى ولو وجدَ الرفيقَ الذي يشاركهُ حِملَ كتفيهِ بل ويحمِلُ عنهُ أكثرَ مما قد يُطيق..
          أو لأنه فقط أرادَ أن يبقى أعمى لا يرى الطريق ولا الرفيق ولا الحِملَ الذي أثقَل كاهلهُ ولا العثراتِ واكتفى فقط بالاعتقاد بأنَّ وسادتُه لم تكُن مريحة..
          أطفأَ منبِّههُ وارتدى قميصهُ غيرُ مبالٍ ببقعةِ القهوة التي لطختهُ ومشى في الطريقِ غيرُ مبالٍ بالصخرةِ التي أوقعتهُ أو حتى بحافلتهِ التي قد مضى الوقتُ على أوانِ رحيلها واستمر في طريقهِ غير مدركٍ إلامَ يسعى أو إلى متى سيظل يسعى في طريقٍ لا يدري أين تكمنُ نهايته..
          ظلَّ يغوصُ ويغوصُ في عُمقِ الظُلمةِ حتى تناسى كيفَ كان الشعورُ بأن يرى..