.
صديقي قال لي يوماً يُعاتبني :
لماذا أنت كالتمثالِ أحيانا
تُطيل الصمتَ حتى تبتغي فلكًا
من الأفلاك تأويهِ فتنسانا
أُطيل الصمتُ لا لصمتِ أعشقهُ
ولكن فيهِ دُنيا غير دُنيانا
نداءٌ من وراء الكون اسمعهُ
فيبعث في حطام النفس إنسانا
.
صديقي قال لي يوماً يُعاتبني :
لماذا أنت كالتمثالِ أحيانا
تُطيل الصمتَ حتى تبتغي فلكًا
من الأفلاك تأويهِ فتنسانا
أُطيل الصمتُ لا لصمتِ أعشقهُ
ولكن فيهِ دُنيا غير دُنيانا
نداءٌ من وراء الكون اسمعهُ
فيبعث في حطام النفس إنسانا
دخلت المقبرة ليلا تقريبا في الساعة التاسعة ، كانت السماء ملبده بلغيوم وهواء بارد الحمدلله اني ارتدي
المعطف، والقمر بدرا يضيئ دربي تارة ويختفي تارة اخرى، بلكاد أرى الطريق فقد تعثرت عدة مرات وانا
أسير بين القبور ،وشرود ذهني في هذه الحياة الفانية وبين هذه القبور مئواناومصيرنا الاخير.
وقفت للحضة أتئمل القبور ،كان السكون والصمت سيد المكان الا أن قطع هذا الهدوء بعض الانين الذي
جعلني التفت يمينا ويسارا باحثا عن مبعث الصوت، سرت أتقدم بخطوات متثاقله وانا مابين الفضول
والتوتر، كلما اتقدم بخطوة يرتفع الأنين يصاحبه بعض الصرخات. وعندها وصلت ورأت عيني
ماتجهله ،طفلة جميلة كانت ترتدي ملابس هزيلة تقريبا كانت في الثامنة من العمر، حدقت في عيني و
كورت نفسها ورفعت يديها لتغطي عينيها، بدأت تتقطع انفاسها من شدة البكاء ،كانت ترتعش من الخوف
والبرد اقتربت وجلست امامها ابتسمت لها لعلها تطمئن من وجودي ، نزعت معطفي وضعته على كتفيها
شعرت بلقليل من الامان ،مسكت يدها وقلت لها لماذا انتي هنا عزيزتي: اجابتني بعناق قوي وشهقات
مسموعه وكلماتا متقطعه رموني هنا وذهبو رموني هنا وذهبو .تأفأفت لهذا الحال يتيما أوصى به القران
اصبح يرمى بلا رحمة بلا مؤى .اخرجت هاتفي واتصلت بصديقا يعمل في دار الايتام لكي يأخذها وتنجو مما هي فيه.
إلهي الرحيم.. احفظ صديقتي وارحمها فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.. آمن خوفها وارحم ضعفها وتولّى أمرها، اللهم لا ترني بها سوءاً وكن معها. اللهم حقق مرادها ووفقها لكل خير وارزقها من نعيمك الذي لا ينتهي. .