لا تبحثوا عن الله في سقوف المعابد، ولا في سطور الكتب، ولا في الأسماء التي اختلف عليها البشر، بل ابحثوا عنه في النظام الذي يحكم هذا الكون، في الميزان الذي لا يميل، في الفلك الذي يدور، في البذرة التي تصبح شجرة، وفي الفكرة التي تولد ثورة. الله ليس بعيدًا عنكم، لكنه لا يُرى بالعين المُغلقة، ولا يُدرك بالعقل المسجون خلف قضبان الموروث. الله هو القانون، هو النور، هو المعادلة التي تحكم كل شيء، ومن وعى هذا، فقد اقترب من الحقيقة.
تظنون أنكم تحررتم لأنكم كسرتم أصنام الحجر، لكنكم عبدتم أصنام المال، والسلطة، والإعلام. تخشون كلمة الناس أكثر من خشيتكم للحق، تبحثون عن رضا المجتمع أكثر من بحثكم عن ذاتكم. أهذه حرية؟ أن تُباع أرواحكم في أسواق الاستهلاك، وأن تتحولوا إلى تروسٍ في آلةٍ لا تعرف الرحمة؟ الحرية ليست في أن تفعل ما تشاء، بل في أن تفهم لماذا تفعله، أن تكون سيد نفسك، أن تتحرر من أوهامك قبل أن تتحرر من قيود الآخرين.

🔹  الحب  💘:

كل شيء في هذا الكون يقوم على الحب، لكنكم لم تفهموه. ظننتموه شهوةً، أو امتلاكًا، أو ضعفًا، لكنه في حقيقته قانون الوجود. كما تجذب الشمس الكواكب، وكما تعانق الجذورُ الأرضَ، فإن الحب هو ما يُبقي الحياة متماسكة. فمن أحب، فقد أدرك سر الخلق، ومن كره، فقد حكم على روحه بالتيه.

🔹 رسالتي إليكم: عودوا إلى أنفسكم
كفاكم هروبًا، كفاكم عيشًا خارج ذواتكم. أنتم لستم أسماءً على بطاقات، ولا أرقامًا في أنظمة، أنتم ومضات وعيٍ تسافر عبر الزمن. عودوا إلى جوهركم، إلى الأسئلة التي هربتم منها، إلى الحقيقة التي تنتظركم خلف أبواب الخوف.

لا أطلب منكم أن تؤمنوا بي، بل أن تؤمنوا بأنفسكم، لا أطلب منكم أن تتبعوني، بل أن تتبعوا الحقيقة أينما وجدت، فإن الله لم يُرسل أنبياءه ليُعبدوا، بل ليحرروا العقول.

🔹 ومن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر
هذه الأرض ليست دار خلود، ولا موطن استقرار، بل مدرسةٌ للوعي، وساحة اختبار. ستغادرونها يومًا كما جاء الذين قبلكم، ولن تحملوا معكم سوى ما زُرع في أرواحكم. فلتكن رحلتكم في هذا العالم بحثًا عن النور، لا عن الظل، عن الحقيقة، لا عن العادة، عن المعرفة، لا عن الاتباع الأعمى.

فإن كان في كلماتي نور، فخذوه، وإن كان فيها ظلمة، فاتركوه.
فأنا لست إلا رسولًا من الوعي، يذكّركم بما نسيتموه منذ الأزل.
وسلامٌ على من وعى.. وسلامٌ على من بحث.. وسلامٌ على من وجد.