𝓘𝓶𝔂 ♡ ديسمبرية`

"مرآة لا تعكسني"
          
          أقفُ أمام الزجاج،
          لا لأسأل: "هل أنا الأجمل؟"
          بل لأتأكد أنّي ما زلتُ هنا.
          
          كلّ شيءٍ حولي لامع،
          كأنّ الضوء اختار غيري ليسكنه.
          كأنّ الزهور لا تفتح إلا حين تمرّ خطوات محددة.
          
          همساتٌ في الزوايا تقول ما لم يُقال،
          وتشير إلى ظلالٍ أعرفها... ولا أشبهها.
          أحاول أن أرتّب وجهي، شعري، صوتي،
          لكنّ شيئًا ما يظلّ ناقصًا،
          كأنّ القالب صُنع لغيري.
          
          أبتسم... ليس لأبدو لطيفة،
          بل لأقنع نفسي أني لستُ ضائعة تمامًا.
          
          وفي قلبي مرآة مكسورة،
          تعيدني كلّ مرةٍ إلى ملامحي،
          لا كما أريد،
          بل كما تُقارن.
          

"الفتاة التي رسمتِ الكونَ بسكّين"
          
          كانت تُمسكُ القلمَ كمن يُمسكُ آخرَ نبضٍ في صدرِه.
          لا تكتب.. بل تَنحرُ الكلماتِ من خاصرةِ الورقِ،
          تُحنّطُ صمتَها بجثثٍ أدبيةٍ قبل أن يُحنّطَها الفراغُ نهائيًّا.
          
          في روايتِها السايكوباثيّة، لم تكُنْ تقتلُ الشخصياتِ عبثًا..
          كانت تغرسُ السطورَ في أعناقِهم كأنها تنتقمُ من خذلانٍ قديم،
          كأنّ كلَّ جثةٍ تُسقطها بالحبر، تُنقذها من جثةٍ في ذاكرتِها.
          
          الدمُ في رسوماتِها لا يَسِيل، بل ينزفُ بصمتٍ أزرق كـ جرحٍ لا يملكُ شجاعةَ أن يلتئم.
          حتى العنفُ فيها كانَ خافتًا،
          كأنها تخافُ أن تُزعجَ موتَها الداخليّ بصوتِ البكاء.
          
          لم تكُن تكرهُ الكونَ لأنّه قاسٍ..
          بل لأنّه جبان.
          لم يجرؤ على أن يُذبحها دفعةً واحدة،
          فـ ظلّ ينهشُها ببطءٍ، كأنّه يستمتعُ برؤيةِ انهيارِها.
          
          كلّما رسمتْ وجهًا، نزعتْ عينيهِ كما تُنتزعُ الخيانةُ من قلبٍ نقي.
          النظراتُ تفضحُ،
          وهي كانت تُفضّلُ أن تُؤكل حيّةً على أن تُفضَح.
          
          وفي تلك الليلة – ليلة النهاية –
          حين كتبتْ لأحدهم نهايةً سعيدةً،
          لم تبكِ لأنّها أحبّت الشخصية..
          بل لأنّها أدركت فجأةً أنَّ الشفقةَ أقسى من الموت.
          
          حينها فقط، فهمتْ:
          هي لا تكرهُ هذا الكون…
          هي فقط تُحبُّهُ حدّ التلويث، حدّ الرغبة في إغراقه معها،
          لعلّه يشعرُ ولو للحظةٍ بطعمِ العفنِ الذي يسكنُها.
          
          > "ربّما الجنونُ ليس سوى طُهرٍ زائدٍ عن الحد،
          يجعلنا نُحبُّ بطريقةٍ تقضمُ كلّ شيء..
          ثم تبصقه، لأنّه لن يقدرَ أن يُحبّنا بالمِثل."
          

إيما أو بالأحرى 
          
          إيمان 
          
          إجعلي من هذا الإسم واقعا ! 
          قاتلي من أجل تحقيقه
          آمني بنفسك 
          آمني بأحلامك 
          آمني بمستقبل مشرق مع إيمانك
          لا وثم لا تلتفتي وتتحسري على ما مضى وفات  
          فما جنى منه من سبقوك شيئا 
          لا تجعلي أي مخلوق يقنعك بما دونه في سجله 
          ولا تجعلي من تلك الأحكام الباطلة منهم تسحبك في غيابات ظلمات الوحدة مجددا 
          لأنك إيمان 
          وما كتب الله لك هذا  إلا لحكمته 
          لأنه يعرفك حق المعرفة 
          أكثر مني ومن غيري 
          لكونك كنت صديقتي لبضع سنوات كانت كافية لي لتريني إنكساراتك ويأسك من الحياة 
          لكن ما يجعلني دوما أومن بك هو أنك ترينا دوما بصيصا من نور وأمل في أقوى إنهزاماتك 
          ثتبتين لهم أن لا يأس مع الحياة 
          وأن العوض مع الله أت لا محالة 
          
          أنا ناتالي وهذا الإسم لا أحمله واقعيا ولكن ما أعرفه تمام المعرفة هو أنك غاليتي إيمان 
          إيمان التي تبث الأمن في قلوب أخواتها