
Lamps_Ab
المسلمون المرابطون في غزةَ/فلسطين وهُم في قلب البلاء وأمهاتُ من قُتِل منهم وآباؤهم صابرون محتسبون يُعلموننا الصبر والاحتسابَ درسًا عمليًا وينطقون بالهُدى والحكمة والثبات واليقين في نفس الوقت الذي تجد فيه آلاف المسلمين وهم في بيوتهم يتابعون الأخبار يعيشون بجَزع وهلَع وحُزن مُفرِط ونواح و ولْولة وعبارات يأس، وترك للطاعات، وبعضهم ترك كل ما بين يديه مما يستطيعه من الخير وجالس ليل نهار على قنوات الأخبار ووسائل التواصل يتابع كل تفصيلة وفيديو وصورة ومنشور وتعليق! لا يقوم حتى لصلاة الجماعة، وبعضهم قال:لا أستطيع افتح المصحف! وكأنّ الإسلام انتهى وكأن القيامة قد قامت، وخرجت الشمس من مغربها وما بهذا يُرفَعُ البلاء، وتزول الغُمّة بل تزيدُ ويضعف المسلمون واللهُ تبارك وتعالى علّمنا حال المؤمنين عند البلاء ما زادهم إلا إيمانا وتسليمًا وسعيًا، ودفعًا لقدر الله بقدر الله ويقين بالله وبوعده (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) ما زادهم إلا إيمانا وتسليمًا. ما زادهم (خوفا ولا قلقا ولا هلعا ولا جزعا) فقط زادهم إيمانا وتسليمًا فماذا زادتك تلك الأحداث؟

Lamps_Ab
طال الشعور بالعجز القلم، حتى اختنق الحرف، وجف المداد، فسُكبت العبرة، وأُطلقت الزفرة، ثم باح القلب بمواجيده، ونحت على صخر الأسى قصته و"تراجيده".. أعيت المرءَ مشاهدُ النزوح، وقتل قلبه تكرر المأساة.. تعب الناس، أُنهِك الشعب، تزعزع الصف، ولمّا تجف الجروح الأولى.. خُذلت غزة، قتل أبناؤها، يُتّم أطفالها، شُرِّد أعزّتُها، أُفقر أغنياؤها، قُصفت المآذن، وهدمت فوق الجرحى المستشفياتُ! لست أجد في مآسي الحرب، بعد جحيم النزوح، وزلزلة الخروج، ولظى التهجير شيئا.. كل البلاءات دون التشرد هيّنة! أن تٌهَجّر من منزلك، وتطرد من حيّك، متنقلا بعدها في غربة الخيام، قد انقطعت عنك الطمأنينة، وتلاشى الهدوء فلا سكينة... «وخرجنا مهاجرين ولكن لم نجد يثربًا ولا أنصارا..» أن تنكر الوجوه، وتجهل الأماكن، تبحث عن ظل يشبه بيتك، وتمضي بين الركام، متلمسا آثار القوم، وفي قلبك حنين، وفي عينيك أطلال الذكريات... وما بقي = قصة عالقة بين سطور الأسى، منفية في هامش الحياة! ولا مكترث...
•
Balas