الطيبون يرحلون بـهدوء، لا يحتاجون لفوضى في رحيلهم، لا يتركون كلمات سامة في قلوب غيرهم، لا يفضحون أسرارًا ائتمنوا عليها، لا يعايرون بـوجع أو موقف سابق؛ الطيبون يرحلون بعد أن تنفذ كل محاولاتهم للبقاء، بعد أن تنقطع أناملهم من شدة التشبث، يرحلون عندما يشعرون أن بقائهم لا يختلف كثيرًا عن رحيلهم، بعد أن يتحول المكان الذي يشغلونه في قلوب غيرهم إلى ساحة شعبية مزدحمة، لا يعاتبون لأنهم سئموا من العتاب المستمر دون أي تغيير؛ يرحلون في هدوء تام، مكتفين بأوجاعهم وخذلانهم الذي شعروا به في تلك العلاقات المرهقة، الطيبون إن رحلوا لا يعودون أبدًا .
حين شعرت أن الله يسمعني، بكيت..
02:00 AM
هل قضى الله عليَّ بعد هواني هذا ، بالانهيار . سبحانه، أم تراه يضعنا كالمعتاد في المحن، ليتميَّز الخبيث من الطيب ؟ هل الله يحتاج ذلك !فلماذا إذن يعذِّبنا بالنازلات الماحقات، و هو تعالى العليم الخبير الذي لا حجة لأحد عليه، و له على العالمين الحجَّة البالغة. من يدري ، لعل الواسع العليم له حكمٌ خفيةٌ لا سبيل أمامنا إلى فهمها ( الله يعلم و أنتم لا تعلمون)
أحنُّ إلى البوح ... ربما أرتاح حينًا لو حكيتُ لأحد الاحبّة كلماتٍ قليلات، أو لأحد الأعداء، فهل أجدُ مَن يُنصت إليَّ فأرى صورتي تتجلَّى على مرآته فأراني، فأنجو من دوَّامات الوحدة الطاحنة الملقبة بنا إلى قاع أعماقنا المعتمة . تلك الأعماق السحيقة، المشوبة باشتهاء التلاشي و إغواء الإنتهاء.