ذهبت إلى نافذة غرفته تنظر إلى الليل وسواده، تتمني ألا ينقضي، تتمني حياتها ليلية فقط، تتأهب لردة فعله، فهو لن يمرر الأمر بهذه السهولة، ظلت واقفة في نافذتها بوجوم حتى سطوع النهار، همست باسمه مع شروق الشمس ولا تعلم أنه يقف خلفها لتجد رياح لفحت وجهها و بشرة عنقها فشهقت من سحبه لذراعها يوقفها بعنف قائلًا:
- ماتنطقيش اسمي على لسانك تاني، من النهاردة ماعدش ليكي مكان في قلب البيت ده، البيت دا بيتي أنا و شام و بتول.
أصبح شامل كالصقر الجارح، اشتدت قبضته على ذراعها، لتشهق بألم من قبضته، ولأول مرة تشعر بضعفها وهو يعنفها، اختلطت دموعها بالكحل الذي تضعه دائمًا، لتصبح دموعها سوداء، لمحت في عينيه الشر، فهو يظن أن دموعها ليست حقيقية، تفاجئ من رد فعلها وهي تتحدث بألم:
- أنا، أنا.
ليستمع إلى طرقات الباب، التي أوقفت راجية عن استكمال كلماتها فدخول بثينة أنقذها، نكثت بثينة رأسها باحترام أمامهما.
- صباحية مباركة يا عرسان، يا رب تكونوا بخير، خير يا ست راجية ليه مابيتوش في الأوضة التانية؟ دا آني موضباها بيدي وعلى ذوق الست شام.
أغلق عينيه بضيق وترك لهما الغرفة ورحل، لتشير لها راجية أن تضع الطعام على الطاولة لتضيق بثينة عينيها قائلة:
- أنا قلت أجيلك الأول، قبل ما شام تطق في مخها وتجيلك، أصل أنا لقيته داخلك فعرفت إنه ناوي علي نية سودة، ومش حابة أشمت حد فيكي.
قطبت راجية جبينها قائلة:
- حد! حد زى مين؟ هي مش بتول نزلت القاهرة أول امبارح؟ تقصدي شام؟ شام بتام للضهر، لو عرفت حاجة هتبقى انتي اللي قلتيلها ولا إيه؟
تنهدت بثينة بنفاذ صبر لسوء ظن راجية، ثم جلست بجوارها تربت على يدها بحنان قائلة:
- ماعرفتهاش حاجة يا راجية، هي فضلت سهرانة امبارح وكانت بتتكلم في التليفون، وفجأة انتي خرجتي من أوضة شامل، وشافتك.
دخلت في هذه الأثناء شام تبتسم بسعادة لوجود راجية في غرفتها و ليست بغرفه شامل، تنظر إليها بشماتة قائله
- صباحية مباركة يا عروسة، مع إنها مش لايقة عليكي، بس من حقك يكون ليكي صباحية زى بقية النسوان، حتى لو كان ليكي سابق، بس يا حرام.
https://www.wattpad.com/story/388072052?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=marwaelbatrawi770
=انت ابنه فعلا نفس قوته هو ضعف بس معاها...مينفعش تكون ابن حد تاني...
واستطرد ليريحه قائلا
=بس أنا عندي حل لكل الحيرة دي...اعمل تحليل d.n.a وانت تعرف.
جحظ حليم بعينيه قائلا
=وده نعمله ازاي و أبويا ميت واستحالة هفتح قبره ...أنا مش ناقص وجع قلب.
رد عليه خطاب بكل ثقه قائلا
=استني زياد كان فرجني علي حاجه في النت مشكله بنت و مذكرتش اسمها ...وربنا حسيت انها ميارا هخليه يفرجها ليكي... يا زياد.
آتاهم زياد بلهفه قلقا ألا يكون علم حليم بماضي والدته وسأل والده بتوجس قائلا
=أيوه يا بابا في حاجه؟
نظر خطاب الي الهاتف الذي بيده زياد قائلا بلهفه
=هات يا زياد مشكله البنت اللي كانت عايزة تعمل تحليل اثبات النسب .
عقد زياد ما بين حاجبيه ليذكره خطاب قائلا
=.البت دي اللي كانت عايزة تعمل مع أخوها لأن أبوها ميت وهي من أم تانيه.
هز زياد رأسه متفهما وفتح الهاتف وبحث عنها وجدها قائلا
=أهو يا بابا ...الرد أهو.
انتزع حليم الهاتف من يد زياد وتمعن النظر في المشكله وحلها
دي حل المشكله يا جماعه علشان محدش يقول اني بألف من علي مزاجي كله من جوجل والله نسخ ولصق
أما في مثل حالتك -أختي الكريمة- فيتم أخذ عينة الحمض النووي من كليكما -أنتِ و أخيك-، فإذا تطابقت العينتان تمام التطابق يعني ذلك أنكما أخوين من الأب و الأم، وإن تطابقت في شق واحد واختلفت في الشق الآخر معنى ذلك أنكما أخوين ولكن لستما أشقاء. وفي حاله عدم التطابق في أي شق معني ذلك أنكم لم تكنوا أخوة.
نظر اليهم حليم قائلا
=تمام.
ولكن زياد كان في حاله اندهاش و لتفهم خطاب حالته ويردد قائلا
=انت عايز تعرف الليله فيها ايه ...صح؟
ابتسم حليم بسخريه قائلا
=ها يا زياد...مستغرب اني عايز أتأكد من أصلي؟...بس أنا مش محرج ولا مستصعب الموضوع ...طالما بدور علي حقي.
https://www.wattpad.com/story/373034515?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=marwaelbatrawi770
اترك الماضي يتركك والعقد التي لا حصر لها لا تصنع منه عيون رافضة للحاضر والمستقبل لا تقدم ولا تؤخر له مشهدًا فهو أصبح كالوفاة بالنسبة لك انظر إلى الولادة الجديدة نعم هي تجرح في بدايتها وفي مكانها فقط ولكن لا تجرح القلب أنت الذي تجرحه بتمسكك بالماضي.
تلك الكلمات ترددت في عقل غزال ليعتصر نفسه ويوافق على خليل في طلبه يأتي اليوم المنتظر ولكن فضل غزال أن يكون بالشركة أولًا ومن بعدها تكون بشكل رسمي في المنزل سر خليل بموافقته وبعث يأتي بوالديه بدون تعريفهم باسمها كان كل الذي يهتم به إبراهيم هو وضع الفتاة المادي وبالفعل ذهب بوالده إلى الشركة ودلفا لغرفة غزال لينظر إليه إبراهيم متسائلًا ما الذي جاء بغزال هنا؟ وبعد الترحيب جلس إبراهيم وسأل غزال قائلًا
-ايه أخبار أولادك يا غزال أظن إن كان عندك زيان وناصر صح أو مال هما مش موجودين هنا ليه؟ دول كانوا لازقين لك دايمًا.
واستطرد بحيرة مصطنعة قائلًا: هو أنت خلفت بنت بعد ما سافرنا؟
قطب خليل جبينه متسائلًا من أين يعرفه حقًا الآن فهمت أنا رأيت غزال من قبل ولكن غزال لم يكن متفاجئًا من سؤال إبراهيم حيث رد عليه بخبث قائلًا: أولادي تمام والاتنين بيشتغلوا معايا هنا بس تلاقي كل واحد وراه مشغوليات وحياته الخاصة.
تأهب إبراهيم لمعرفة بقية حديث غزال ليستطرد غزال بمكر قائلًا: ما هو مش معقول هيكونوا حواليا في المكتب أنت نفسك ابنك بعد عنك وعن والدته ألا ازي الست إيمان؟ ليها وحشه.
كل هذا أثار اندهاش خليل كيف لهم أن يعرفا بعضهم الأخر ولم يتحدثا؟ بالنسبة لوالده الطبيعي أنه تفاجئ
https://www.wattpad.com/story/388042182?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=marwaelbatrawi770