MernaZaher4

بكره المواقف والأماكن اللي كانت بتجمعني ب أشخاص معينة ف فترة حياتي اللي فاتت

oncoxz

في البنية المعنوية للدعاء تتبدّى بين «هَبْ لي» و«ارزقني» فوارق جوهرية.الهِبَة ـ بمعنى «هَبْ لي» ـ إشارةٌ إلى منحةٍ خالصةٍ لا تقتضي سببًا ظاهريًّا؛ هي تفضّلٌ إلهيّ محض، تجلّ عن سيادة المعطي على الممنوح. الهِبَة تكشف عن موقفٍ وجوديٍّ: اعترافٌ بفاقة العبد أمام مطلق القدرة، وطلبُ نعمةٍ لا تُستدعى الوسائط لتبرّرها. لذلك يختار السائل «هَبْ لي» حين يطلب غايةً نادرةً أو نفحةً تفوق القدرة البشرية على إنتاجها؛ كما في دعاء زكريا: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾ [آل عمران: 38].
          
          الرِّزق ـ بمعنى «ارزقني» ـ مفهومٌ أشمل وأعمق امتدادًا؛ هو كلُّ ما يُعين الوجودَ على دوام الحياة والخير: مَرزق ماديّ، عِلْم، صحّة، أولاد، وسكينة قلب. الرزق يتفق مع نظام السببيات: كثيرًا ما يظهر عن طريق أسبابٍ ووسائلٍ، لكن هذا الظهور لا يخفّف من طابعه الإلهيّ؛ فالأسبابُ مجرد قنواتٍ لتأويل مشيئةٍ متعاليةٍ. قول «ارزقني» إذن تَحضُّ على الجمع بين السعيِ البشريّ والاعتماد على العطاء الإلهيّ، ويُعبِّر عن طلب شمولٍ واستدامةٍ أكثر من كونه مطالبةً بمنحةٍ خارجةٍ عن المنظومة.
          
          خلاصةٌ: الهِبَةُ نَفَحَةٌ من الفضلِ المحضِّ، تجلّ عن تفضّلٍ
          لا علاقةَ له بالسبب الظاهر؛ أمّا الرزقُ فحقلٌ واسعٌ يرتبط بالوسائل والوقت والقدر، ومع ذلك فمصدره الأسمى هو العناية الإلهية. الفرق بينهما إذًا فروق نبرة وفلسفةٍ سببيّةٍ—أحدهما يعلن الاعتماد المطلق، والآخر يجمع بين الاجتهاد والاعتماد.

jinksbkdbd

non_Tai

@ jinksbkdbd  ثنكس
Reply

MernaZaher4

@jinksbkdbd تمام هشوفها♥️
Reply

non_Tai

MernaZaher4

@non_Tai هشوفها♥️
Reply