المحزن للأسف والغير مضحك، أنه في يوم نسف البيوت والتي صادف يومها وضع المكعب الأصفر بعدها ـ يقدمونه كل يوم ـ كان حفل زفاف ابن عمي! لم يكن زفاف عائلتنا المعتاد، كان الحزن بعينه رغم محاولاتنا لمشاركة مظاهر الفرح، بات العريس ابن عمي يقول: اليهود حبوا يباركولي وهدوا دارنا، بينما الآخر علق ساخرًا على دخولهم في فقرة النقوط ومساركة العريس فرحته: مفترض حطولنا بدل الأغنية أغنية يما هدوا دارنا، دار ابويا وجارنا.
ومضى.
المحزن للأسف والغير مضحك، أنه في يوم نسف البيوت والتي صادف يومها وضع المكعب الأصفر بعدها ـ يقدمونه كل يوم ـ كان حفل زفاف ابن عمي! لم يكن زفاف عائلتنا المعتاد، كان الحزن بعينه رغم محاولاتنا لمشاركة مظاهر الفرح، بات العريس ابن عمي يقول: اليهود حبوا يباركولي وهدوا دارنا، بينما الآخر علق ساخرًا على دخولهم في فقرة النقوط ومساركة العريس فرحته: مفترض حطولنا بدل الأغنية أغنية يما هدوا دارنا، دار ابويا وجارنا.
ومضى.
لما رجعنا على الشعف اول ما بدت الهدنة وشوفنا البيوت وبهدلتها صورت جزء بسيط وأنا برتب، وبالفيديو كنت بحكي إلى بارت تو بعد ما ينتهي التنظيف وكدا يعني بس كان في إحساس دائمًا بحكيلي أنو البارت الثاني مش حيتصور من أصله:) ما شاء الله كان الإحساس صح؛(.
أشعر أن فقداني لبيتي مجرد وهم رغم وقوعه، الشجاعية التي لم يقدر المحتل عليها في الحرب قضى عليها كلها في الهدنة دون رادع بذرائعه الكثيرة.. المصاب جلل والمصاب واحد، اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرًا منها.
كان ليلة الخروج من أسوء الليالي التي عشتها وكنت على أشد اليقين أنها النهاية وأني سأموت ولا ريب في هذا، كانت تلقى القنابل داخل البيت، وتطلق الطائرات رشاشاتها وهلم جر من أصناف الخوف والرعب..
كانت ليلة لا تُنسى ولا أزال أذكرها للآن.
نجانا الله بُلطفه.
أخرجنا الله سالمين معافين من المنطقة التي يدعي الاحتلال كونها منطقة خضراء وآمنة، أمس سويت بيوتنا في الأرض بعد أن استصلحنا بقاياها..
بيت أهلي وبيتي وبيوت أعمامي التسع الحارة برمتها فحرت بالروبوتات والألغام لتصبح أثرًا بعد عين.
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرًا منها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
قبل أسبوعين ولا أدري بالتحديد كم، في بداية هدنة وقف اطلاق النار وعند عودتنا إلى الشمال القطاع وبالتحديد إلى أحد أحياء الشجاعية تفقدنا البيت فوجدنا جرة غاز مفقودة، كان أثر الفقد حديثًا فدعيتُ وقتها اللهم رد إليَّ ضالتي، بعد 3 أيام تحديدًا وعند تنظيف البيت وجدنا رسالة من خير جُند الأرض تفيد بأخذهم إياها مع بضع أغراض أخرى من البيت، وقتها غمرتني فرخة عامرة لسرعة الاستجابة ولو كانت بطريقة مُغايرة، وبحزن كبير كون بيتي لم يكن يحوي من المؤنة كثير لتفيدهم وإرافقهم لكلامهم بأن سامحونا!
نسامحم وهم من ثبتوا ونحن فررنا!
لا داعي للسماح يا خير جند الأرض.
كلنا لكم فداء.
وصلت إلى حنوب القطاع صباح الأمس، مشاعر مختلطة وهمسات كثيرة انطوت في صدري، نخاول التركز ولكن حياتنا وقلوبنا في غزة وللأسف الوضع في غزة يزداد سوءًا.. اللهم اطفأ نار الحرب وردنا إليها سالمين غانمين.
بعد 714 يوم في شمال القطاع رافضين فكرة النزوح والتخلي عنها، نضطر للنزوح تحت وقع المجنزرات إلى الجنوب بعد ان استحالت فرص العودة إلى الشحاعية ومع تقدم العدو أكثر إلى غرب غزة.. نسأل الله أن يردنا إلى ديارنا سالمين غانمين ويوقف نار الحرب.