مقطع تشويقي لروايتي الجديدة للثنائي ساسوساكي , اتمنى تعجبكم
كان المكان هادئا و ساكنا و لكن في الهزيع الأخير من الليل ، صارت السفينة تتمايل يمنة و يسرة ، و يال الهول ، لقد انقلب الطقس رأسا على عقب و أصبحت السفينة تهتزّ بسرعة و بقوة و أصبح البحر هائجا وسط ليل حالكة السواد و الظلمة تعمّ المكان و الطبيعة غاضبة تزمجر و السحب ملبّدة في السماء . ثم عصفت الرياح و ثارت حتى كأن الدنيا مجنونة .
خفت خوفا شديدا و ارتعدت أوصالي ، عقد الخوف لساني ، غاب صوتي ، ذاب قلبي و تبددت أحشائي. نظرت الى أمي فإذا هي قد تسمرت في مكانها لا تقوى على الحركة ، تجمّد الدم في عروقها ، جفّ حلقها ، اصطكت أسنانها أما أختي فقد ترقرقت عيناها دموعا فقد ذهلت مما رأت و صارت مذعورة يتملكها خوف شديد . أما أبي فلم يكن بأحسن حال فقد استولت عليه الهواجس و اضطرب و ارتجف و انتشر الهلع و الفزع في قلبه و اختلط عليه الأمر .
اقتربت مني اختي الصغيرة لتقول " ساكرا مالذي يحدث , انا لا ارغب بالموت بعد " عانقتها بشدة و دموعي توشك على النزول لاقول " لاباس كل على ما يرام " , اختبأت وراء والداي و أنا ارتجف فأخذت أمي تهدئنا وتقول " لا تخافا فانا لن اسمح لاي احد منكن بالموت بعد ليس قبل ان اراكن عروسات جميلات " ابتسمت على كلام امي باطمئنان ولم اكن اعلم انها المرة الاخيرة التي ساتمكن من عناقها وشم رائحتها الفواحة .