أسْوَدْ

  شكرا لإضافة روايتي لقائمتك  أفنونتي ❤❤

أحبك....❤❤❤

(الأشخاص والأحداث المذكورة في الرسالة حقيقية تماما، لكن الرسالة افتراضية) 
          
          
          الى أخِي، 
          
          ذاكَ الّذي طافَ البِلادَ وأكنافَها بأسرِها لأجلِي.
          
          أنتَ الّذي وهبتَ كُلّ حَولِك لِي، أو رُبما لأمّي الّتي أعيَاها الرّحيل.
          
          أعرفُ يا أخِي، أقسمُ لكَ أنّي أعرفُ أحوالَ أمّي، أنّها على فراشِ المَوتِ مُنذُ زمن، أنّ دمًا ينسابُ عن عينَيها لا دمعَ كُلّما سمعَت اسميَ، أعرفُ أنّها تبكِي الآنَ وأنا أكتبُ لك، أعرفُ أنّها قبعَت سنينَ جانبَ الرّاديو حتى تعرفَ عنّي خبرًا، وأعرِفُ أنّها لَن تراني ثانية.
          
          لا تظنّن يا شقيقيَ، أن الفراقَ يروقُ لي، أو أنّ البُعدَ يحلو، فإنّي تعزّ عليّ أيّامي بينَكم، ويشقّ عليّ الارتحال، يَشجو الفؤادُ حينَ أذكرُ، أنّي الّذي عِشتُ وقد أنابَني الرّصاص، الّذي صبرَ وقَد أعيَا العِدى، وشقّ إزاءَ أبناءِ مِلّته.
          
          آهٍ يا أخِي لو أمرِي بينَ يدَيّ، لأخبرتُكَ كيفَ الليلُ هو كُل ما أرى، والنهار لا يأتِي مَهما انتظرتُ، أن الموتَ كُلّ ما أردتُ في هَذا الجحيم.
          
          أنّي أعيشُ في مأتَم، لكنّي لستُ أبكِي على فُقدَائي، أحيَا في مَسلخٍ، لكنّي لستُ أصرخ عَلى ألمِي.
          
          عرفتُ أنّكَ تعبتَ بحثًا عني، مِن صديقٍ أخبرَني -هَمسًا- عَن حالِ العائلةِ، قد سُجِنَ بعدِي بدَهر، أو خِلتُ أنّه دهرٌ لشقّه.
          
          أستمحيكَ عُذرًا يَا شقيقيَ العزيز، فإنّكَ لن ترى مكتوبِيَ هذا، لأنّي لن أعود، فالمرضُ نهشَ لحمي، وحُكِمَ عليّ بالموتِ المؤكّد.
          
          أخوكَ المُحِبّ... تيسِير.
          
          
          (لَم تصِل الرسالةَ للمقصود، فقد توفّي الكاتب، وشقيقه، وأمهم، رحمهم الله) 
          
          @CriticsTeam