مُجدداً في تلكَ البُقعَة المُعتَمة السَوداوية يُراودُني ضَوءٌ خافِت من نَافذةِ الشُرفَة ليأخذُني ذلكَ الخَيال بَعيداً عن واقعي المَرير فـ أخطُّ ما يَسري في رُوحي من كَلام ليست رسالةُ حُب كما تَعتَقد
الواحِدَة بعدَ مُنتَصَفِ اللَيل ، سَيبقى الوَقتُ هذا ثابت حتى لَو تَحرَكَت جَميعُ السَاعات
حَسناً أما بَعد …
بَعد أن كَتبتُ الكَثيرَ من النُصوصِ عنكَ بِلا جَدوى طَبعاً …
بَعد أن أوضَحتُ لكَ حُزني وكَم إنَّني اتلاشى والحزنُ يَسري بي…
بَعد أن تَغزلتُ بكَ …
بسَوادِ شَعرُكَ الذي يَبدو لي كمَساءٍ بَيروتي , وكيفَ إنَّ حُبكَ يُهاجِرُ بي من الوَعي الى اللاوَعي ، وبيَومِ ميلادُكَ وأحرفُ إسمكَ التي جَعَلتُ منها شَيفَرات لم يَفهمُها الجَميع
بَعد أن أحبَبتُكَ ، مُعتَقِدَة بأنَّكَ سَتَنتَشلُني وتَضع بينَ يَديكَ صَفَحاتُ عُمري لتَمسَح عنهُ الغبار ورائِحَةُ الحَربِ والبارود ، لتَضَع مَكَان كُلِّ هذا إسمكَ أو قُبلة !
فاليوم … مِثلُ أيِّ نِهاية رُواية مُبتَذَلة والعُمرُ يَضيعُ يا عُمري ونحنُ على حافَةِ الهاوية
تَيقنتُ الان : إنَّ لا مَكانَ لي عندكَ ولا حتى ظِل ، ككَوكَبٍ تَائة في رُحبَةِ الفَضاء
ومن ذاكَ المَقعَد الخالي ، من تلكَ البُقعة السَوداء ، حيثُ إعتَدتُ أن اكتبُ واتغزلُ بكَ
اليوم يَتَعالى صَدى ضِحكاتٍ بَعيدة لتَرسُم صُور ضَبابيَة تَمرُّ عبرَ سِلَمَ ذكرياتي المَهجور الذي يَهتَزُ قَليلاً لتُراودُني وُجوهٌ قَديمة
أيُّها البَعيدُ عني في آخرِ المَدى :
إنَّني مُمتَلئة بالوَداعِ اقولُ وَداعاً دائماً ولا أقوى على الإبتعادِ
٢٧٣ مِئتان وثَلاثة وسَبعون يوماً منذُ ذلكَ الحين
وشَوقي إليكَ اليَومُ مُوجع اريدُ أن أقول أحبُكَ في هَرَبي منكَ وخِلافنا معاً أن أكسرَ الجِدارَ الرابع وأهربُ إليكَ لكن ليسَ بعدَ الآن
ليسَ بعدَ أن اختفي من هذا العَالم ومن مُحيطِكَ بالتَحديدِ لنَتَلاقى صُدفة في شَارعٍ ، أو في حُلمٍ مَثلاً ، في لَحظَةٍ مُشرقة في ظُلُماتِ الليل ، أو لَحظَةُ صَمتٍ في طَيّاتِ النَهار
بَعد أن كنتُ كالسُكارى بالشِعرِ والحُب ، بَعد أن كُنتَ بداخلي رُغمَ الحَواجزِ والسَناسلِ والمُدن
أجلسُ الان مُتعَبة مُنهَكة ضائعة في بَراري النِسيان
آهٍ منكَ ومني من أفكَاري ومن بَلَدي…
__ "♥️" __