abrarraw
في كل لحظة كان هناك اختبارٌ لصبرنا، واختبارٌ لإرادتنا، فكل خطوة كانت على حافة الحلم، وكل ابتسامة كانت ثمرة تعبٍ طويل. لا شك أن العام 2024 كان بمثابة عاصفةٍ تمر بكل شيء في طريقها، تقلب حياتنا، وتبعثر أوقاتنا، وتضع أمامنا صخورًا تُمتحن عليها عزائمنا. ولكننا، رغم ذلك، وقفنا، نحاول إعادة ترتيب أوراقنا المبعثرة، نعلم أن كل عثرة هي درسٌ عميق في هذه المدرسة الكبيرة التي اسمها الحياة. أعلم أن الصعوبات ليست سوى مرآةٍ تظهر لنا ضعفنا أولًا، ثم تعيد لنا قوتنا بعد أن نواجهها. كالعطر الذي لا يظهر إلا بعد أن يمر عبر فم الزهور. وكالزهر الذي لا يُزهر إلا بعد أن يمر عبر دربٍ مليءٍ بالأشواك. ففي لحظات الألم، تعلمت أن الشجاعة ليست في الهروب من الجراح، بل في أن نلتقيها بابتسامة، وأن نمتطي صهوتها دون أن نهابها. لقد كانت تلك الأيام التي كانت تعصف بقلوبنا، وتشعل في أرواحنا نار التساؤلات، هي نفسها التي علمتنا أن الإنسان لا يُقاس بما يمتلك من أشياء، بل بما يتجاوزها من تجارب، وما يتعلمه من سقوطه. فكما ينبت الزهر في الأرض القاحلة، كذلك تنمو قوتنا في تلك اللحظات التي تكون فيها الحياة جافة، وكلما زادت التحديات، زاد الألم، ولكن بقدر الألم يكون الارتقاء. لقد تعلمت أن الأحزان ليست سوى جسرٍ بيننا وبين الفرح، وأن الظلام ليس سوى بداية الفجر الذي طال انتظاره. وكما يقول الشاعر: "إذا تأملتَ في دُجى الليلِ، فلتذكر أن الفجر آتٍ، وإن تأملتَ في قلبِ الألمِ، فلتعلم أن الشفاء قادم. عام تكبدت به مشقه لو حملتها الجبال لنقسمت الى نصفين