سچل !
انا عربي-مصري
-تؤ تؤ بلا فضايح!-
سچل!
انا مسلمة
انا إسمٌ بِلا لقب
صبورٌ في بلاد كل
مافيها يعيش بفورة
غضب!
جذوري قبل الميلاد
رست!
وقبل تفتح الحِقب
وقبل السروِ والزيتونِ
وقبل ترعرع العُشبِ.
-ستهرب مرةً أخرى؟
نظرتُ لها بسخرية قائلا:
"وهل سبق وهربت؟"
نظرت لي بهدوءٍ واردف:
-هربت حين ماتت،
هربت وقلت انك ذاهب للمقاومة،
يال السخرية! فقد هربت
ولم تقاوم!،ذهبت خارج البلاد
ولم تنتظر ان يجف دمها،
لم تفكر حتى ان تسترد ثأرها.
انت خائن.
بصقت كلمتها الأخيرة بوجهي،
هي لا تعلم ما مرّ بي،لا تعلم
ماذا فعلت،
استئنفتُ حديثي واردفتُ:
-انتٍ لا تفهمين شيئًا ريجل،
ارجو ان تصمتِ.
"لن اصمت،اشعر بالعار انك أخي"
ثم تركتني وذهبت،تركتني مع آلامي
التي قد ظننتُ انها تلآمت قليلًا.. لتفتحها مرةً
أُخرى وترش عليها المِلح..
صيفٌ قاسٍ مِن العُمر. قيد الكتابة
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم الآن صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ بذؤابته لحظاتِ الشرف
واستطبت الترف
أمل دُنقل،لا تصالح.
في كل ركن من ربوع بلادي
تبدو أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها
حملت سفاحا فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل
ومقابر سأمت من الأجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا
بالقهر… والتدليس… والأحقاد
ماعاد فيها ضوء نجم شارد
ماعاد فيها صوت طير شادي
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا
وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيء تكسر في عيوني بعدما
ضاق الزمان بثورتي و عنادي
أحببتها ……حتى الثمالة بينما
باعت صباها الغض ….. للأوغاد
لم يبق فيها غير …… صبح كاذب
و صراخ أرض في لظى استعباد
فاروق جويدة،هذي بلاد لم تعد كبلادي