amoon_11

تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا
          	وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
          	
          	وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ
          	أَلا يا صاحِ أَنتَ أُريدُ أَنتا
          	
          	أَراكَ تُحِبُّ عِرساً ذاتَ غَدرٍ
          	أَبَتَّ طَلاقَها الأَكياسُ بَتّا
          	
          	تَنامُ الدَهرَ وَيحَكَ في غَطيطٍ
          	بِها حَتّى إِذا مِتَّ اِنتَبَهنا
          	
          	فَكَم ذا أَنتَ مَخدوعٌ وَحَتّى
          	مَتى لا تَرعَوي عَنها وَحَتّى
          	
          	أَبا بَكرٍ دَعَوتُكَ لَو أَجَبتا
          	إِلى ما فيهِ حَظُّكَ إِن عَقَلتا
          	
          	إِلى عِلمٍ تَكونُ بِهِ إِماماً
          	مُطاعاً إِن نَهَيتَ وَإِن أَمَرتا
          	
          	وَتَجلو ما بِعَينِكَ مِن عَشاها
          	وَتَهديكَ السَبيلَ إِذا ضَلَلتا
          	
          	وَتَحمِلُ مِنهُ في ناديكَ تاجاً
          	وَيَكسوكَ الجَمالَ إِذا اِغتَرَبتا
          	
          	يَنالُكَ نَفعُهُ مادُمتَ حَيّاً
          	وَيَبقى ذُخرُهُ لَكَ إِن ذَهَبتا
          	
          	هُوَ العَضبُ المُهَنَّدُ لَيسَ يَنبو
          	تُصيبُ بِهِ مَقاتِلَ ضَرَبتا
          	
          	وَكَنزاً لا تَخافُ عَلَيهِ لِصّاً
          	خَفيفَ الحَملِ يوجَدُ حَيثُ كُنتا
          	
          	يَزيدُ بِكَثرَةِ الإِنفاقِ مِنهُ
          	وَينقُصُ أَن بِهِ كَفّاً شَدَدتا
          	
          	فَلَو قَد ذُقتَ مِن حَلواهُ طَعماً
          	لَآثَرتَ التَعَلُّمَ وَاِجتَهَدتا
          	
          	وَلَم يَشغَلَكَ عَنهُ هَوى مُطاعٌ
          	وَلا دُنيا بِزُخرُفِها فُتِنتا
          	
          	وَلا أَلهاكَ عَنهُ أَنيقُ رَوضٍ
          	وَلا خِدرٌ بِرَبرَبِهِ كَلِفتا
          	
          	فَقوتُ الروحِ أَرواحُ المَعاني
          	وَلَيسَ بِأَن طَعِمتَ وَأِن شَرِبتا
          	
          	فَواظِبهُ وَخُذ بِالجِدِّ فيهِ
          	فَإِن أَعطاكَهُ اللَهُ أَخَذتا
          	
          	وَإِن أوتيتَ فيهِ طَويلَ باعٍ
          	وَقالَ الناسُ إِنَّكَ قَد سَبَقتا
          	
          	فَلا تَأمَن سُؤالَ اللَهِ عَنهُ
          	بِتَوبيخٍ عَلِمتَ فَهَل عَمِلتا
          	
          	فَرَأسُ العِلمِ تَقوى اللَهِ حَقّاً
          	وَلَيسَ بِأَن يُقال لَقَد رَأَستا
          	
          	...

amoon_11

تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا
          وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
          
          وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ
          أَلا يا صاحِ أَنتَ أُريدُ أَنتا
          
          أَراكَ تُحِبُّ عِرساً ذاتَ غَدرٍ
          أَبَتَّ طَلاقَها الأَكياسُ بَتّا
          
          تَنامُ الدَهرَ وَيحَكَ في غَطيطٍ
          بِها حَتّى إِذا مِتَّ اِنتَبَهنا
          
          فَكَم ذا أَنتَ مَخدوعٌ وَحَتّى
          مَتى لا تَرعَوي عَنها وَحَتّى
          
          أَبا بَكرٍ دَعَوتُكَ لَو أَجَبتا
          إِلى ما فيهِ حَظُّكَ إِن عَقَلتا
          
          إِلى عِلمٍ تَكونُ بِهِ إِماماً
          مُطاعاً إِن نَهَيتَ وَإِن أَمَرتا
          
          وَتَجلو ما بِعَينِكَ مِن عَشاها
          وَتَهديكَ السَبيلَ إِذا ضَلَلتا
          
          وَتَحمِلُ مِنهُ في ناديكَ تاجاً
          وَيَكسوكَ الجَمالَ إِذا اِغتَرَبتا
          
          يَنالُكَ نَفعُهُ مادُمتَ حَيّاً
          وَيَبقى ذُخرُهُ لَكَ إِن ذَهَبتا
          
          هُوَ العَضبُ المُهَنَّدُ لَيسَ يَنبو
          تُصيبُ بِهِ مَقاتِلَ ضَرَبتا
          
          وَكَنزاً لا تَخافُ عَلَيهِ لِصّاً
          خَفيفَ الحَملِ يوجَدُ حَيثُ كُنتا
          
          يَزيدُ بِكَثرَةِ الإِنفاقِ مِنهُ
          وَينقُصُ أَن بِهِ كَفّاً شَدَدتا
          
          فَلَو قَد ذُقتَ مِن حَلواهُ طَعماً
          لَآثَرتَ التَعَلُّمَ وَاِجتَهَدتا
          
          وَلَم يَشغَلَكَ عَنهُ هَوى مُطاعٌ
          وَلا دُنيا بِزُخرُفِها فُتِنتا
          
          وَلا أَلهاكَ عَنهُ أَنيقُ رَوضٍ
          وَلا خِدرٌ بِرَبرَبِهِ كَلِفتا
          
          فَقوتُ الروحِ أَرواحُ المَعاني
          وَلَيسَ بِأَن طَعِمتَ وَأِن شَرِبتا
          
          فَواظِبهُ وَخُذ بِالجِدِّ فيهِ
          فَإِن أَعطاكَهُ اللَهُ أَخَذتا
          
          وَإِن أوتيتَ فيهِ طَويلَ باعٍ
          وَقالَ الناسُ إِنَّكَ قَد سَبَقتا
          
          فَلا تَأمَن سُؤالَ اللَهِ عَنهُ
          بِتَوبيخٍ عَلِمتَ فَهَل عَمِلتا
          
          فَرَأسُ العِلمِ تَقوى اللَهِ حَقّاً
          وَلَيسَ بِأَن يُقال لَقَد رَأَستا
          
          ...

amoon_11

تَقولُ بُثَينَةُ لَمّا رَأَت
          فُنوناً مِنَ الشَعَرِ الأَحمَرِ
          كَبِرتَ جَميلُ وَأَودى الشَبابُ
          فَقُلتُ بُثَينَ أَلا فَاِقصُري
          أَتَنسينَ أَيّامَنا بِاللِوى
          وَأَيّامَنا بِذَوي الأَجفَرِ
          أَما كُنتِ أَبصَرتِني مَرَّةً
          لَيالِيَ نَحنُ بِذي جَهوَرِ
          لَيالِيَ أَنتُم لَنا جيرَةٌ
          أَلا تَذكُرينَ بَلى فَاِذكُري
          وَإِذ أَنا أَغيَدُ غَضُّ الشَبابِ
          أَجُرُّ الرِداءَ مَعَ المِئزَرِ
          وَإِذ لِمَّتي كَجَناحِ الغُرابِ
          تُرَجَّلُ بِالمِسكِ وَالعَنبَرِ
          فَغَيَّرَ ذَلِكَ ما تَعلَمينَ
          تَغَيُّرَ ذا الزَمَنِ المُنكَرِ
          وَأَنتِ كَلُؤلُؤَةِ المَرزُبانِ
          بِماءِ شَبابِكِ لَم تُعصِري
          قَريبانِ مَربَعُنا واحِدٌ
          فَكَيفَ كَبِرتُ وَلَم تَكبُري

amoon_11

"يا آمناً معْ قبيح الفعل منه أَهَلْ
          أتاك توقيع أمْنٍ أنت تملكه؟
          جمعتَ شيئين أمناً واتباع هوى
          هذا وإحداهما في المرء تهلكه
          والمحسنون على درب المخاوف قد
          ساروا وذلك دربٌ لستَ تسلكه
          فرّطتَ في الزرع وقت البذْر من سفهٍ
          فكيف عند حصاد الناس تدركه
          هذا وأعجبُ شيء منك زهدك في
          دار البقاء بعيش سوف تدركه"
          
          وكما يقول ابن الجوزي:
          "يا كثيرَ الذنوب، قليلَ البُكاء: ابكِ على عدم بُكائك
          كانوا يبكون مع التقوى؛ وأنت تضحكُ مع الذُّنوب!"

amoon_11

هذا هلال الصوم من رمضان
                             بالأفق بان فلا تكن بالواني
          وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه
                      واجعل قراه قراءة القرآنِ
          صمه وصنه واغتنم أيامه
                      واجبر ذما الضعفاء بالإحسان
          واغسل به خطّ الخطايا جاهدا
                            بهمول وابل دمعك الهتّان
          لا غرو أن الدمع يمحو جريه
                        بالخدّ سكبا ما جناه الجاني
          للَه قوم أخلصوا فخلّصوا
                       من آفة الخسران والخذلان
          هجروا مضاجعهم وقاموا ليله
                            وتوسلوا بالذل والإذعان
          قاموا على قدم الوفاء وشمّروا
                       فيه الذيول لخدمة الديان
          ركبوا جياد العزم والتحفوا الضنا
                       وحدا بهم حادي جوى الأشجان
          وثبوا وللزفرات بين ضلوعهم
                          لهب يشبّ بأدمع الأجفان
          راضوا نفوسهم لخدمة ربهم
                        ولذاك فازوا منه بالرضوان
          إن لم تكن منهم فحالفهم عسى
                            تجنى بجاههم رضا المنام

amoon_11

على ماذا، ومن ماذا
          تخافُ وربّك اللهُ؟
          
          وأنتَ بكلّ شاردةٍ وواردةٍ
          من الأيّامِ.. تلقاهُ
          
          متى من لُطفهِ ألقاك؟
          متى أحببتهُ وجَفاك؟
          
          وهل جاوزتَ ما جاوزت
          مما كان.. لولاهُ؟
          
          لسوفَ يُجيب كلّ دُعاك
          ويرفعُ عنكَ كـفَّ أساك
          
          فما أشقاك
          إذا استسلمتَ للدنيا
          وللأوجاعِ..
          ما أشقاك!

amoon_11

إِيّاكَ أَعني يا اِبنَ آدَمَ فَاِستَمِع
          وَدَعِ الرُكونَ إِلى الحَياةِ فَتَنتَفِع
          لَو كانَ عُمرُكَ أَلفَ حَولٍ كامِلٍ
          لَم تَذهَبِ الأَيّامُ حَتّى تَنقَطِع
          إِنَ المَنِيَّةَ لا تَزالُ مُلِحَّةً
          حَتى تُشَتِّت كُلَّ أَمرٍ مُجتَمِع
          فَاِجعَل لِنَفسِكَ عُدَّةً لِلِقاءِ مَن
          لَو قَد أَتاكَ رَسولُهُ لَم تَمتَنِع
          شُغِلَ الخَلائِقُ بِالحَياةِ وَأَغفَلوا
          زَمَناً حَوادِثُهُ عَلَيهِم تَقتَرِع
          ذَهَبَت بِنا الدُنيا فَكَيفَ تَغُرُّنا
          أَم كَيفَ تَخدَعُ مَن تَشاءُ فَيَنخَدِع
          وَالمَرءُ يوطِنُها وَيَعلَمُ أَنَّهُ
          عَنها إِلى وَطَنٍ سِواها مُنقَلِع
          لَم تَقبَلِ الدُنيا عَلى أَحَدٍ بِزي
          نَتِها فَمَلَّ مِنَ الحَياةِ وَلا شَبَع
          يا أَيُّها المَرءُ المُضَيِّعُ دينَهُ
          إِحرازُ دينِكَ خَيرُ شَيءٍ تَصطَنِع
          وَاللَهُ أَرحَمُ بِالفَتى مِن نَفسِهِ
          فَاِعمَل فَما كُلِّفتَ ما لَم تَستَطِع
          وَالحَقُّ أَفضَلُ ما قَصَدتَ سَبيلَهُ
          وَاللَهُ أَكرَمُ مِن تَزورُ وَتَنتَجِع
          فَاِمهَد لِنَفسِكَ صالِحاً تُجزى بِهِ
          وَاِنظُر لِنَفسِكَ أَيَّ أَمرٍ تَتَّبِع
          وَاِجعَل صَديقَكَ مَن وَفى لِصَديقِهِ
          وَاِجعَل رَفيقَكَ حينَ تَنزِلُ مَن يَرِع
          وَاِمنَع فُؤادَكَ أَن يَميلَ بِكَ الهَوى
          وَاِشدُد يَدَيكَ بِحَبلِ دينِكَ وَاِتَّزِع
          وَاِعلَم بِأَنَّ جَميعَ ما قَدَّمتَهُ
          عِندَ الإِلَهِ مُوَفَّرٌ لَكَ لَم يَضِع
          طوبى لِمَن رُزِقَ القَنوعَ وَلَم يُرِد
          ما كانَ في يَدِ غَيرِهِ فَيُرى ضَرِع
          وَلَئِن طَمِعتَ لَتَضرَعَنَّ فَلا تَكُن
          طَمَعاً فَإِنَّ الحُرَّ عَبدٌ ما طَمِع
          إِنّا لَنَلقى المَرءَ تَشرَهُ نَفسُهُ
          فَيَضيقُ عَنهُ كُلُّ أَمرٍ مُتَّسِع
          وَالمَرءُ يَمنَعُ ما لَدَيهِ وَيَبتَغي
          ما عِندَ صاحِبِهِ وَيَغضَبُ إِن مُنِع
          ما ضَرَّ مَن جَعلَ التُرابَ فِراشَهُ
          أَلّا يَنامَ عَلى الحَريرِ إِذا قَنِع

amoon_11

هُوَ المَوتُ فَاصنَع كُلَّما أَنتَ صانِعُ
          وَأَنتَ لِكَأسِ المَوتِ لا بُدَّ جارِعُ
          أَلا أَيُّها المَرءُ المُخادِعُ نَفسَهُ
          رُوَيداً أَتَدري مَن أَراكَ تُخادِعُ
          وَياجامِعَ الدُنيا لِغَيرِ بَلاغِهِ
          سَتَترُكُها فَانظُر لِمَن أَنتَ جامِعُ
          فَكَم قَد رَأَينا الجامِعينَ قَدَ اِصبَحَت
          لَهُم بَينَ أَطباقِ التُرابِ مَضاجِعُ
          لَوَ أَنَّ ذَوي الأَبصارِ يَرعونَ كُلَّ ما
          يَرَونَ لَما جَفَّت لِعَينٍ مَدامِعُ
          طَغى الناسُ مِن بَعدِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ
          فَقَد دَرَسَت بَعدَ النَبِيِّ الشَرائِعُ
          وَصارَت بُطونُ المُرمِلاتِ خَميصَةً
          وَأَيتامُها مِنهُم طَريدٌ وَجائِعُ
          وَإِنَّ بُطونَ المُكثِراتِ كَأَنَّما
          يُنَقنِقُ في أَجوافِهِنَّ الضَفادِعُ
          فَما يَعرِفُ العَطشانُ مَن طالَ رِيُّهُ
          وَما يَعرِفُ الشَبعانُ مَن هُوَ جائِعُ
          وَتَصريفُ هَذا الخَلقِ لِلَّهِ وَحدَهُ
          وَكُلٌّ إِلَيهِ لا مَحالَةَ راجِعُ
          وَلِلَّهِ في الدُنيا أَعاجيبُ جَمَّةً
          تَدُلُّ عَلى تَدبيرِهِ وَبَدائيعُ
          وَلِلَّهِ أَسرارُ الأُمورِ وَإِن جَرَت
          بِها ظاهِراً بَينَ العِبادِ المَنافِعُ
          وَلِلَّهِ أَحكامُ القَضاءِ بِعِلمِهِ
          أَلا فَهوَ مُعطٍ مَن يَشاءُ وَمانِعُ
          إِذا ضَنَّ مَن تَرجو عَلَيكَ بِنَفعِهِ
          فَدَعهُ فَإِنَّ الرِزقَ في الأَرضِ واسِعُ
          وَمَن كانَتِ الدُنيا هَواهُ وَهَمَّهُ
          سَبَتهُ المُنى وَاستَعبَدَتهُ المَطامِعُ
          وَمَن عَقَلَ اِستَحيا وَأَكرَمَ نَفسَهُ
          وَمَن قَنِعَ استَغنى فَهَل أَنتَ قانِعُ
          لِكُلِّ امرِئٍ رَأيانِ رَأيٌ يَكُفُّهُ
          عَنِ الشَيءِ أَحياناً وَرَأيٌ يُنازِعُ

amoon_11

أَيا رَبِّ يا ذا العَرشِ أَنتَ رَحيمُ
          وَأَنتَ بِما تُخفي الصُدورُ عَليمُ
          فَيا رَبِّ هَب لي مِنكَ حِلماً فَإِنَّني
          أَرى الحِلمَ لَم يَندَم عَلَيهِ حَليمُ
          وَيا رَبِّ هَب لي مِنكَ عَزماً عَلى التُقى
          أُقيمُ بِهِ ما عِشتُ حَيثُ أُقيمُ
          أَلا إِنَّ تَقوى اللَهِ أَكرَمُ نِسبَةٍ
          تَسامى بِها عِندَ الفَخارِ كَريمُ
          إِذا ما اجتَنَبتَ الناسَ إِلّا عَلى التُقى
          خَرَجتَ مِنَ الدُنيا وَأَنتَ سَليمُ
          أَراكَ امرَأً تَرجو مِنَ اللَهِ عَفوَهُ
          وَأَنتَ عَلى ما لا يُحِبُّ مُقيمُ
          فَحَتّى مَتى تَعصي وَيَعفو إِلى مَتى
          تَبارَكَ رَبّي إِنَّهُ لَرَحيمُ
          وَلَو قَد تَوَسَّدتَ الثَرى وَافتَرَشتَهُ
          لَقَد صِرتَ لايَلوي عَلَيكَ حَميمُ
          تَدُلُّ عَلى التَقوى وَأَنتَ مُقَصِّرٌ
          أَيا مَن يُداوي الناسَ وَهوَ سَقيمُ
          وَإِنَّ امرَأً لايَرتَجي الناسُ نَفعَهُ
          وَلَم يَأمَنوا مِنهُ الأَذي لَلَئيمُ
          وَإِنَّ امرَأً لَم يَجعَلِ البِرَّ كَنزَهُ
          وَإِن كانَتِ الدُنيا لَهُ لَعَديمُ
          وَإِنَّ امرَأً لَم يُلهِهِ اليَومَ عَن غَدٍ
          تَخَوُّفُ ما يَأتي بِهِ لَحَكيمُ
          وَمَن يَأمَنِ الأَيّامَ جَهلاً وَقَد رَأى
          لَهُنَّ صُروفاً كَيدَهُنَّ عَظيمُ
          فَإِنَّ مُنى الدُنيا غُرورٌ لِأَهلِها
          أَبى اللَهُ أَن يَبقى عَلَيهِ نَعيمُ
          وَأَذلَلتُ نَفسي اليَومَ كَيما أُعِزَّها
          غَداً حَيثُ يَبقى العِزُّ لي وَيَدومُ
          وَلِلحَقِّ بُرهانٌ وَلِلمَوتِ فِكرَةٌ
          وَمُعتَبَرٌ لِلعالَمينَ قَديمُ

amoon_11

مناجاة التّائِبينَ..
          .
          .
          بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، إِلهِي أَلْبَسَتْنِي الخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتِي، وَجَلَّلَنِي التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتِي، وَأَمَاتَ قَلْبِي عَظِيمُ جِنايَتِي، فَأَحْيِهِ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ يا أَمَلِي وَبُغْيَتِي وَيا سُؤْلِي وَمُنْيَتِي، فَوَعِزَّتِكَ مَا أَجِدُ لِذُنُوبِي سِواكَ غَافِراً، وَلا أَرَى لِكَسْرِي غَيْرَكَ جَابِراً، وَقَدْ خَضَعْتُ بِالإنابَةِ إِلَيْكَ وَعَنَوْتَ بِالاسْتِكانَةِ لَدَيْكَ، فَإِنْ طَرَدْتَنِي مِنْ بابِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ، وَإِنْ رَدَدْتَنِي عَنْ جَنابِكَ فَبِمَنْ أعُوذُ، فَوا أَسَفاهُ مِنْ خَجْلَتِي وَافْتِضاحِي، وَوا لَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلِي وَاجْتِراحِي، أَسْأَلُكَ يا غافِرَ الذَّنْبِ الكَبِيرِ وَيا جابِرَ العَظْمِ الكَسِيرِ، أَنْ تَهَبَ لِي مُوبِقاتِ الجَرائِرِ، وَتَسْتُرَ عَلَيَّ فَاضِحَاتِ السَّرائِرِ، وَلا تُخْلِنِي فِي مَشْهَدِ القِيامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ وَغَفْرِكَ، وَلا تُعْرِنِي مِنْ جَمِيلِ صَفْحِكَ وَسَتْرِكَ، إِلهِي ظَلِّلْ عَلَى ذُنُوبِي غَمامَ رَحْمَتِكَ، وَأَرْسِلْ عَلَى عُيُوبِي سَحابَ رَأْفَتِكَ، إِلهِي هَلْ يَرْجِعُ العَبْدُ الآبِقُ إِلّا إِلى مَوْلاهُ؟ أَمْ هَلْ يُجِيرُهُ مِنْ سَخَطِهِ أَحَدٌ سِواهُ؟ 
          ...

amoon_11

...
          إِلهِي إِنْ كانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ تَوْبَةٌ فَإنِّي وَعِزَّتِكَ مِنْ النَّادِمِينَ! وَإِنْ كانَ الاسْتِغْفارُ مِنْ الخَطِيئَةِ حِطَّةً فَإنِّي لَكَ مِنَ المُسْتَغْفِرِينَ! لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، إِلهِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ تُبْ عَلَيَّ، وَبِحِلْمِكَ عَنِّي اعْفُ عَنِّي، وَبِعلْمِكَ بِي إرْفَقْ بِي، إِلهِي أَنْتَ الَّذِي فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَابَاً إِلى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، فَقُلْتَ تُوبُوا إِلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً، فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ البابِ بَعْدَ فَتْحِهِ؟ إِلهِي إنْ كَانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ، إِلهِي ما أَنا بِأَوَّلِ مَنْ عَصَاكَ فَتُبْتَ عَلَيْهِ، وَتَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِكَ فَجُدْتَ عَلَيْهِ، يا مُجِيبَ المُضْطَرِّ يا كاشِفَ الضُّرِّ، يا عَظِيمَ البِرِّ يا عَلِيماً بِمَا فِي السِّرِّ، يا جَمِيلَ السِّتْرِ، اِسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرمِكَ إِلَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ، فَاسْتَجِبْ دُعائِي وَلا تُخَيِّبْ فِيكَ رَجائِي، وَتَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَكَفِّرْ خَطِيئَتِي، بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.