غيرت محتوى كتاب «في نفسي»، وجعلته عن حياتي، أما القصائد التي كانت فيه فأنوي نشرها في كتاب آخر بعنوان أنسب.
وأنوي بإذن الله إكمال الفصل العشرين من «كان عسيرًا» مع بعض التعديل اللغوي على بقية الفصول، والتركيز على إنهاء الرواية على أكمل وجه، قبل أن أُجبر على الغياب مجددًا! :(
غيرت محتوى كتاب «في نفسي»، وجعلته عن حياتي، أما القصائد التي كانت فيه فأنوي نشرها في كتاب آخر بعنوان أنسب.
وأنوي بإذن الله إكمال الفصل العشرين من «كان عسيرًا» مع بعض التعديل اللغوي على بقية الفصول، والتركيز على إنهاء الرواية على أكمل وجه، قبل أن أُجبر على الغياب مجددًا! :(
كنت أمرُّ بفترة عجيبة وما أزال، بل هي الآن أمرُ! ولعل الشجن القابع في أعماقي هو السرُّ وراء عودتي إلى هنا.
بدأ الأمر في نهاية العام الماضي، تحديدًا في بدايات شهر ديسمبر، حين اكتشفنا مرض أختي الصغرى بالسكري بصورة دائمة، وهي طفلة لم تبلغ العاشرة. وفي بدايات يناير هذا العام، اضطررت إلى ترك شخص عزيز سكن الفؤاد طويلًا ولطالما أدفأه. وسُطِرت أولى حروف قصة جديدة في الثالث عشر من الشهر ذاته، كانت تبدو في ظاهرها سطورًا جميلة مبشرة، لم تُنذر بسوء ما تحمل ثنايا الأحرف! ثُمَّ في الرابع من فبراير -اليوم التالي لآخر يوم في امتحاناتي- مات خالي الأغلى منتحرًا، كان بمثابة أب، وكبرتُ جواره. وما فتئت الجروح تنزف، حتى توفيت جدتي في الثاني عشر من إبريل، وهي تهلوس باسم خالي الراحل، كانت أول من حملني بين ذراعيه حين ولدت، وعشتُ عمرًا أنام ورأسي في حجرها. وأتذكرون تلك القصة التي خدعني بريقها؟ يبدو أن ما حدث في الثامن من الشهر الحالي قد خطَّ آخر حروفها! وأقول: «يبدو»؛ لأنَّني ما أزال أطارد خياله في أحلامي وأمنياتي وتخيلاتي للمستقبل، أرفض وضع النقطة في نهاية السطر، رغم أنَّ لا سطر بعده أُكمل فيه كلماتي، ولا صفحة أبدأ فيها من جديد أملي الخاسر!
ولا أعلم متى أفيق من تلك السكرة والفجعة، ودوامة التساؤلات تجرفني نحو العمق بقسوة لا سابق لها... أكان كلُّ شيء عشتُه كذبًا؟ أم أنَّها أكاذيب زينتُها -جهلًا مني- بتيجان الحقيقة؟
يا ملاذي الآمن، أكنت حقًّا الأمن؟ أم كأس العلقَمِ وندبًا أعبُرُ به الدهور والأزمانَ؟
قلبي ساكن لا ينبض، وفؤادي مطعونٌ بسكين الغدر... فهي تأبى مفارقته! وشعور الوحدة الموحشة يأكله، فأيُّ حبيب بعدك يسكنُهُ؟ خَسِئَ! أوكيف يحبُّ -بعدما ضحَّى بكلِّ ما ملك لك- أحدًا؟!
وكيف -رغم كلِّ سيئ رأيتُه منك- أدعو لو أنَّ كلَّ ذلك كابوسٌ، لو أنَّك هنا جواري، لو أنَّك ما خُنتَ روحي يومًا، وما ألقيتها في محيط الخيبات... عميقًا!
وبين كلِّ هذا صراعات، صراع مع ذاتي حتى تعيش، وهي لا ترغب في الحياة. لم أكد أشفي جروحي ممَّا مضى حتى تجرعتُ ألمًا مريرًا، لا يُدركه عقلي بعدُ، ولو أنَّ الفؤاد يعيشه...
أيمكننا القول أنَّني عدتُ أخيرًا؟ أم للقدر رأي آخر؟
شوقي يعلو السحاب، ومشاعري ثائرة تجاه كلِّ شيء للحد الذي يصعِّب عليَّ أن أنسِجها سطورًا تحكي ما يصارع في جوفي!
طمئنوني، كيف الحال؟