cl_ou_ds7

قبل أكثر من عشر سنوات من الآن، كنت أخرج من مدرستي بعد فترة الغداء أركض مع زملائي وزميلاتي كفراشات في بستان لا يزال يعيش فترة الربيع المُشرق، كنا أطفالا بوجوه ضاحكة مستبشرة، لا نفقه من الحياة الكثير، وجهتُنا تتشابه دوما، "دكان نعيم" ، أو دكان "عمي السّعيد "،  كنّا نتسابق كي نشتري الحلوى والألعاب، وكل ما لذّ وطاب، نحفظ أركان الدكان وزواياه شبرا شبرا، كما لو أنّه جزء منا، لقد كان نعيم مشرقا وكذلك دكانه وسِلعُه، والأمر نفسه بالنّسبة  لعمي السّعيد، فقد كان رغم كبر سنه قويا وبصحة جيّدة، كنّا نزعج نعيم وعمي السّعيد بكثرة طلباتنا وتدافعنا بأصوات طفوليّة رنانة. 
          	
          	ولعلّ ذاكرتي ترفض مسح صورة لطيفة من أرشيف الذّكريات القديمة، فقد كان والد صديقتي يجلس دوما بقرب دكان نعيم، وكلما رأته تركض ناحيته وتلعب معه، ثم تطلب نقودا كي تشتري من الدكان فيبتسم ابتسامته الدافئة التي لن أنساها أبدا، وينفذ طلبها بخضوع تام، فهي أميرته الصّغيرة. 
          	
          	أما الآن، عندما أستفيق من هذه الذكريات، أرى أن الكثير من الصور المشرقة اختفت، ولا تزال تسير نحو التلاشي يوما بعد يوم، أصبحت صورا ملونة بفرشاة رمادية باهتة، فلم يعد والد صديقتي يجلس عند دكان نعيم، لأنّه ببساطة غادر هذه الحياة، وترك مكانه باردا حزينا،بينما روح صديقتي فقدت حماسها السّابق منذ ذلك الحين، ولم تكتفي الحياة بهذا فقط، بل أكملت جملة أفعالها القاسية، بأن كبرنا، وأصبحنا نسمع، نسمع صرخات الدنيا، نرى تقلباتها وتلاطم الأيام فيها، دكان العم نعيم لم يعد مشرقا كسابق عهده، أصبح ضيقا بشكل خانق، سلعه لم تعد مُغرية أبدا، نعيم أيضا قد لقي نصيبه من هذا البهوت، أصبح نحيفا ضعيفا، ليصدمنا ويصدم قلوبنا بغلقه لدكاننا المحبب بعد أن فتك المرض روحه وأجبره على البقاء في زاوية تعيسة من منزله، العم سعيد، طغى الشيب على رأسه ولحيته، لم يعد يظهر كثيرا، وتولى ابنه شؤون الدكان.
          	
          	الجميع يغادر، والحياة تستمر في سلب كل السّعادة من أمام أعيننا، ربما هذه المشاهد ليست سوى صورة مصغرة من جملة التّغيرات المُربكة التي تحدث، أريد أن يُشفى نعيم، وأريد أن أشاهد عمي سعيد واقفا في محله، وصديقتي تركض كسابق عهدها بكل نشاطها.
          	أشعر بالغربة، الطريق الطويل الذي كنت أسلكه نحو مدرستي تغيّرت ألوانه المُشعة لأخرى باردة وتعيسة، أنا فقط أريد أن تعود حياتي السّابقة، والحمد لله على كال حال.

cl_ou_ds7

@sirene_galaxy51 أجل كل "مرحلة نمر بها تفقد بريقها" الشوق ملازم ولا سلطان لي عليه، الحمد لله إنّنا نحارب ونجاهد في هذه الدنيا الغريبة، نسأل الله الثّبات والقوة.
Reply

sirene_galaxy51

@cl_ou_ds7 ربنا يرحمه رحمة واسعه
          	  لكن للاسف لن تعود هذه الذكريات للحياة لكن يمكنكاستبدالها بذكريات جميله اخرى 
          	  كل مرحلة نمر بها تفقد بريقها بعد فترة لكن هذه مجرد دنيا ونحمد الله انها ليست شيئا ابديا 
          	  لا اقول لا تحزني او تشتاقي لهذه الذكريات الجميلة 
          	  لكن امضي و اصنعي ذكريات جديده مع اناس افضل
Reply

cl_ou_ds7

قبل أكثر من عشر سنوات من الآن، كنت أخرج من مدرستي بعد فترة الغداء أركض مع زملائي وزميلاتي كفراشات في بستان لا يزال يعيش فترة الربيع المُشرق، كنا أطفالا بوجوه ضاحكة مستبشرة، لا نفقه من الحياة الكثير، وجهتُنا تتشابه دوما، "دكان نعيم" ، أو دكان "عمي السّعيد "،  كنّا نتسابق كي نشتري الحلوى والألعاب، وكل ما لذّ وطاب، نحفظ أركان الدكان وزواياه شبرا شبرا، كما لو أنّه جزء منا، لقد كان نعيم مشرقا وكذلك دكانه وسِلعُه، والأمر نفسه بالنّسبة  لعمي السّعيد، فقد كان رغم كبر سنه قويا وبصحة جيّدة، كنّا نزعج نعيم وعمي السّعيد بكثرة طلباتنا وتدافعنا بأصوات طفوليّة رنانة. 
          
          ولعلّ ذاكرتي ترفض مسح صورة لطيفة من أرشيف الذّكريات القديمة، فقد كان والد صديقتي يجلس دوما بقرب دكان نعيم، وكلما رأته تركض ناحيته وتلعب معه، ثم تطلب نقودا كي تشتري من الدكان فيبتسم ابتسامته الدافئة التي لن أنساها أبدا، وينفذ طلبها بخضوع تام، فهي أميرته الصّغيرة. 
          
          أما الآن، عندما أستفيق من هذه الذكريات، أرى أن الكثير من الصور المشرقة اختفت، ولا تزال تسير نحو التلاشي يوما بعد يوم، أصبحت صورا ملونة بفرشاة رمادية باهتة، فلم يعد والد صديقتي يجلس عند دكان نعيم، لأنّه ببساطة غادر هذه الحياة، وترك مكانه باردا حزينا،بينما روح صديقتي فقدت حماسها السّابق منذ ذلك الحين، ولم تكتفي الحياة بهذا فقط، بل أكملت جملة أفعالها القاسية، بأن كبرنا، وأصبحنا نسمع، نسمع صرخات الدنيا، نرى تقلباتها وتلاطم الأيام فيها، دكان العم نعيم لم يعد مشرقا كسابق عهده، أصبح ضيقا بشكل خانق، سلعه لم تعد مُغرية أبدا، نعيم أيضا قد لقي نصيبه من هذا البهوت، أصبح نحيفا ضعيفا، ليصدمنا ويصدم قلوبنا بغلقه لدكاننا المحبب بعد أن فتك المرض روحه وأجبره على البقاء في زاوية تعيسة من منزله، العم سعيد، طغى الشيب على رأسه ولحيته، لم يعد يظهر كثيرا، وتولى ابنه شؤون الدكان.
          
          الجميع يغادر، والحياة تستمر في سلب كل السّعادة من أمام أعيننا، ربما هذه المشاهد ليست سوى صورة مصغرة من جملة التّغيرات المُربكة التي تحدث، أريد أن يُشفى نعيم، وأريد أن أشاهد عمي سعيد واقفا في محله، وصديقتي تركض كسابق عهدها بكل نشاطها.
          أشعر بالغربة، الطريق الطويل الذي كنت أسلكه نحو مدرستي تغيّرت ألوانه المُشعة لأخرى باردة وتعيسة، أنا فقط أريد أن تعود حياتي السّابقة، والحمد لله على كال حال.

cl_ou_ds7

@sirene_galaxy51 أجل كل "مرحلة نمر بها تفقد بريقها" الشوق ملازم ولا سلطان لي عليه، الحمد لله إنّنا نحارب ونجاهد في هذه الدنيا الغريبة، نسأل الله الثّبات والقوة.
Reply

sirene_galaxy51

@cl_ou_ds7 ربنا يرحمه رحمة واسعه
            لكن للاسف لن تعود هذه الذكريات للحياة لكن يمكنكاستبدالها بذكريات جميله اخرى 
            كل مرحلة نمر بها تفقد بريقها بعد فترة لكن هذه مجرد دنيا ونحمد الله انها ليست شيئا ابديا 
            لا اقول لا تحزني او تشتاقي لهذه الذكريات الجميلة 
            لكن امضي و اصنعي ذكريات جديده مع اناس افضل
Reply

cl_ou_ds7

مطر غزير وبرد قارص، أجواء مثالية لمشاهدة فيلم دافئ، أو كتابة فصل من رواية عاطفية.
          لكنني في الواقع غارقة في جو دافئ رومانسي مع الكيمياء والرياضيات، لا يسمح لي بالإلتفات لشيء آخر. ಠ‿ಠ

cl_ou_ds7

@sirene_galaxy51 آمين، ولك بالمثل.
Reply

sirene_galaxy51

@ cl_ou_ds7  ربنا يعينك و يوفقك لكل خير
Reply

cl_ou_ds7

النجدة لا أريد ذلك! 
            ಥ‿ಥ
Reply

cl_ou_ds7

مشكلة النّسيان، أضحت تُسبّب لي الخجل الشّديد.

user192715865288

@cl_ou_ds7 فعلا والله سلمتِ
Reply

cl_ou_ds7

@user192715865288 نسيان، آلام مفاصل، آلام أسنان، صحة جسدية هشة، وكذلك النفسيّة، صدق من قال أننا جيل يشبه ندف الثلج.
Reply

user192715865288

@cl_ou_ds7 تقصدي زهايمر إلي واكل عقولنا هههه
            ما عرفنا أنفسنا نحن جيل العشرين أو الستين ههه
Reply

cl_ou_ds7

عمل جديد؟
          طبعا كالعَادة، هل سيستمرّ؟
          الله أعلم.
          تمّ المُخاطرة ونشر عمل جديد رغم العام الدّراسي المَصيري الذي أنا مُقبلة عليه.
          إن أعجبتك الرّواية، لا تَنسى أن تُنير النّجمة الصّغيرة.
          
          https://www.wattpad.com/story/401591606?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=Fa_ra_h87

cl_ou_ds7

@Zahra_rzz شكرا لك عزيزتي، موفقة في دراستِك.
Reply

Zahra_rzz

@ Fa_ra_h87  حتى أنا هذا هو عامي الدراسي الاخير قبل دخولي الجامعة
            إستمري روايتك تستحق الدعم
Reply

Zahra_rzz

@ Fa_ra_h87  روايتك تجنن إستمري
Reply

cl_ou_ds7

تذكار لا يَموت عن ماض جيّد، ضربَةُ فرشاة ملوّنة بالرّمادي على اللّوحة القَاحِلة التي أصبَحت عليها حياتُنا.
          _عدّاء الطّائرَة الورقيّة_
          خالد حسيني.