صاحبةُ الخصلِ الشقراء الطويلة، كانت تدندنُ بشغف بين تلك الأزقة الفقيرةِ التي كانتْ حارةً بشكلٍ يضيقُ على نفسِ..
تتمسكُ بسماعاتِ أذنيها البنفسجيةِ
عيناها القططية بكل وداعة تتراقصُ قبل جسدها المتناسقِ
لكنها للحظاتٍ توقفت أمام مترات قصيرةٍ عن بابِ الملهى الذي بدأت العملَ فيه قبل أسبوعين لا غير بعد مشقةٍ ترمقُ الرجالَ المُسلحين
شارة عائلتها.... وشمُ الثعبان على أكتافهم العارية بحق السعير ؟!!
" هل اشتاقَ والدي لي أم ماذا؟!... أين أختبئ؟! "
عيناها تجول تلك الأغششَ على وجهِ السرعةِ و الحذرْ التي قربها
أدخلتْ يدها في جيبِ سروالِها القصير تطفئُ أغنيتها لتُنزل سماعاتها لتعانقَ رقبتها البيضاء
" هاهي... الٱنسةُ الصغيرة... أمسكوا بها قبل أن تهرب... تلك اللعينة سريعةٌ كالفئران"
" اللعنةُ عليك أيها العجوز..!!!! سأنتفُ شعرك إذا تم الامساكُ بي "
صرخت بحدة تركضُ من أمامهم حين تعرفَ عليها كبيرُ الحرسِ الذي يكرهُها... صوتُ لهثاتِها تصفُ جهدها المبذولَ في ركضها
" ياليتني بقيت في روما...ياليتني "
انتحبت بينها و بين نفسها تتوقفُ عن الركضِ... هي.. بالفعل... محاصرة!!..
أيُّ لعبة مطاردةٍ هذه تنتهي في خلالِ دقيقةٍ و ثلاثين ثانية بالتقريب؟!..
و في ثوانٍ رفعت ذراعيها عاليًا في السماء و بعقدة حاجبْ ترمقُ ثلاثة رجالٍ مع الحرس يوجهون لها تلك الرشاشاتَ الثقيلةَ
من هؤلاءِ؟!... تحيطهم هالةٌ مخيفةٌ جعلتْ قلبها يقفزْ
" إرمي السكين يا صغيرة "
بنبرة ساخرةٍ و لكنة إيطالية رخيمةٍ
قال لها يؤشرُ بعيناهُ نحو الأرضِ، هي تنهدت بعمق تفتحُ عيناها،
لكنها ابتسمت بكل لطفٍ جاعلتًا حرسَ عائلتها يبتلعون رمقهم بتوترٍ
أمَّ أولائكَ الرجالُ الثلاثةُ يرمقونها باستغراب
لكن ذاك الاستغرابُ تحولَ لحدةٍ حين
https://www.wattpad.com/story/385310446?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=Woila17