مِ: مندثِر

حينما تلفّظتُُ بتلك الحروف، بينما ألفّ خيبتك بيدي لأحثّك على لفضها بالدموع، حينما تهدّج صوتي، ولم يحملني على إكمال جملتي رغم كل التمارين التي خضتها في رأسي، حينما شاركتك دموعك أو سبقتك إليها، حينما لففت أنت سخطي بشهقاتك المكتومة، حينما بكينا معًا ذلك الصباح، وأخبرتُنا بما رغبنا كلانا بسماعه وبما لم نجد غيره، حينها كنت أواسينا معًا، كنت أنا مواساتك، وكنت أنت مواساتي، وكنا معًا نملئ الفجوات في جملتي وفي حياتينا، كنا معًا في تلك اللحظة من ذلك الصباح، وما بُني على تلك الهنيهة لن يُزال من روحي مهما جرى وأينما انتهت بنا الأيام ومتى ما نسيت أنت، أنا لن أنسى.. أننا كنا معًا في تلك الوحدة.

"فأمّا عن بطل حكايتنا فهو بالأحرى مَن كان مقررًا أن يكون الشخصية المساعِدة، قبل أن ندرك أنه لا يصلح لها ولا لغيرها، والأمر الذي دفع بنا -وحين أستخدم صيغة الجمع فهو لأني لا أحب التحدث بصيغة المفرد إذ هي تذكّرني بمدى وحدتي- إلى وضع العدسة المكبرة عليه هو بالذات فقد كان لازدياد فضولنا ناحيته بعد عجزنا عن سبر غوره، ويحقّ إذن لكل قارئٍ التساؤل: كيف يعجز الكاتب عن حشر أنفه في حياة شخصيته القِصصية؟ ولقد وددت القول أن هذا كان سؤالي أيضًا، ولإيجاد الجواب كان لابد لنا من أسره أسفل عدسة هذا المجهر المتطفل ودراسته دراسةً دقيقة، والواقع أن هذه الدراسة قد آتت نتائج أولية مبشّرة تبرّر فيها عارنا المتمثل في عجزنا عن الإحاطة به، فقد أدركنا إذن أن ما ينشده مستر أيسولايتد -وسأطلق عليه هذا اللقب لبعض الوقت- هو الاختباء، وإن كنا سنضعه بوصفٍ أكثر دقّة فيجدر القول أنه قد قطع شوطًا كبيرًا في الانعزال، وأنه بطبيعته المثالية يهدف إلى ما هو أكبر: انعزالٌ مثاليٌّ تام، جسديًا ونفسيًا وعاطفيًا، وأنا في صدد وضع الكثير من الخطوط الحمراء أسفل عاطفيًا، إذ هو ذا بيت القصيد الذي أعاقنا فيما سبق عن إيكال مهام الشخصية المساعِدة إليه، وهو ذا يعيقنا الآن عن الإيقاع به في فخ الشخصية الرئيسية، وما أمامنا إذن إلا استكمال دراسته عن قرب واللحاق به إلى الأعماق السحيقة التي يلوذ إليها، عسى ولعلّ أن ننجح في إخراجه من البركة التي أغرقناه بها بادئ الأمر."

متوقف عن القراءة منذ فترة لكن الليالي البيضاء بأعلى قائمتي سأقرؤها وأتي لازعجك  -تذكرتك وأنا احتسي في شاي لذيذ ومن المستحيل أن أعد مثله XD- 
          اقرأ حائطك بصمت متى ما سنحت فرصة وأجد أني أفكر: التعبير عن الذات موهبة ولديكِ تتآلق جدًا يا إيزا ~ 

"الأشياء السيّئة تأتي مجتمعة، والأشياء الجيّدة تأتي فرادى."

"وماذا نكون نحن.. السبب أم النتيجة؟"

"شرٌّ لابدّ منه."

"When the days are cold
          And the cards all fold
          And the saints we see are all made of gold
          When your dreams all fail
          And the ones we hail
          Are the worst of all
          and the blood's run stale"

"_أنتَ لا تفعل شيئًا لأجل أحد، كل ما تفعله لأجل نفسك.. لهذا يصعب عليك قبول المساعدة، لهذا ترفض أن يُقدّم لك شيء وترغب بنيل كل الأشياء بنفسك وبأصعب الطرق، لأنك ترفض تقديم الامتنان، لأنك لا تستطيع تقديمه، لا تريد تقديم شيءٍ لأحد.
          
          _أهذه خطتك الجديدة؟ غسل دماغي لجعلي أفكر بأنّي وغد؟ كم أنت يائس.
          
          _غسل دماغك؟ لستُ بحاجةٍ لهذا، أنت من أظهر لي وحشه عند أول فرصة، وكنتَ بحاجة إلى تلك الفرصة لأنك، بقربي، لن تشعر بالسوء مهما فعلت، يمكنك دومًا النظر لي والتفكير: أوه إنني جيدٌ مقارنةً به.. ولكن هل عليّ سؤالك كم مغفلاً حذّرك مني وأن صداقتي سوف تفسدك؟ كم يحلو للجميع اعتقاد ذلك، كان نقيًّا لكن أصدقاء السوء هم السبب، والآن أخبرني متى سمعت عن ملاكٍ تحوّل لشيطان؟ هه في حين جميع البشر يفعلون.. رجائي أن تكون صادقًا لمرةٍ واحدة وأن تعترف، أنت لا تحارب على حافّة الهاوية، أنت في قعرها."

"Kimi ni sekai wa aoku mieta kai?"

"Cause I'm only a crack
           in this castle of glass
           Hardly anything else
           I need to be.."