human_xyz

لم أعُد انتظِر شيء
          	لم أعُد أرى شيء
          	
          	كل ما أشعر به هو داخلي ، ذلك البركان المخنوق و تلك الحِمم التي تتقافز و كأنها تنفر من عذابٍ مهين.
          	لكن اصبحت اليوم انتظر المرض...
          	
          	المرض الذي سيجعل نهاية دربي تتضح و مع الايام و يُضع حدّ لنهاية العُمر و آمل شيئًا.. ان تكون ابكرَ مما قد يُكتب لها.

human_xyz

لم أعُد انتظِر شيء
          لم أعُد أرى شيء
          
          كل ما أشعر به هو داخلي ، ذلك البركان المخنوق و تلك الحِمم التي تتقافز و كأنها تنفر من عذابٍ مهين.
          لكن اصبحت اليوم انتظر المرض...
          
          المرض الذي سيجعل نهاية دربي تتضح و مع الايام و يُضع حدّ لنهاية العُمر و آمل شيئًا.. ان تكون ابكرَ مما قد يُكتب لها.

human_xyz

ليس بالشيء الجديد.
          مجرد عامٍ آخر يذهبُ مُحمّل بآمالٍ موؤدة.
          عامٌ آخر مُملتئ بالتنهيدات الحارّة المُتحشرجة 
          و الدموع الثَّخينة و طَمس صوت طلب الحق.
          
          لكن.. مرارة الحقيقة و وجه الحياة القبيح
          لم يعد مخيف كما السابق.. لم؟
          لأن الحياة بداخلي سُلبَت من تلك التي اعيشُ بها.
          
          كانت الحياة دومًا ما تُعاملني كشخصٍ يجب أن يُكسر به شيءٌ ما حتى يصبح تابعًا و يتبع القَطيع.
           فرأت  الحياة ، الحياة داخلي كم هي جميلة و كأن ذلك جعلها تشعُر بالنَّقص و انها ليست بالصورة التي تَراها بداخلي.. لتأتي لحظةُ القرار و تُقرر ، فـ أُكسَر.
          
          لكن.. لم تنتصِر لأني لازالتُ مُحتفِظة بتِلك الصورة..
          في اعمَق نُقطة بداخلي ، رغم انها ميتة...
          اذا كنتُ سأقاتِل من أجل شيء.. فهي الا اتبع القطيع.

human_xyz

الثامِن عشر من نوفمبر ٢٠٢٠..
          
          قد مرّ على هذا اليوم خمسة أعوام..
          خَمسة أعوام من اللاتأكد و التأكُّد..
          خَمسة أعوام من الصَبر و السَّخط..
          خَمسة أعوام من اللاشيء و كُل شيء.
          
          تلكَ المراهِقة الطُفولية التي عقَدَت العزم،
          و عزَمت على بَذل كل مَجهود ما باستطاعتِها،
          ستُقدِم كل ما هوَ في سَبيل… سَيبل… أي سَبيل؟
          
          ما الذي عقدت العزم عليه وكانت مُتشوّقة و خائِفة منه، و على وَشك الانطِلاق، تَكتبُ أشعارًا و خواطِر،
          أهمها خاطرة "a flying chair"؟
          
          تلك الساذَجة لم تكُن على عِلم بما ينتظرُها..
          كأن العودةُ للوطَن هي رِحلة البحث عن وَطَن.
          كان لديها أحلامً و طموح،
          و مع كل غَيمة كان يُخلق داخلها رغبة أشدّ
          في التشبُّث بِالحياة بكل ما يَحلو لها.
          
          كانت بَريئة، مَجروحة، مُنكسِرة، راغِبة بما ترغَب.
          
          و مع كلّ يَوم و سَاعة و دَقيقة من تِلك الأعوام،
          ذَبلُت النبتة التي كانت تحاول الحفاظ عليها،
          و عادت للوطن علّها تجد لنبتتها أرضًا..
          لعلّ الوطن يُرحب بها.. يأويها.
          
          لكن الوطن كان قد غادرَ أرضه.
          مرّ عام و الآخر، و شِقّ الأنفس أخذَ يضيق أكثرَ…
          أكثرَ… فأكثر…
          حتى ضاقت عليهِ الارضُ بما رحُبت،
          و ضاقت بهِ السماء بما اتسعَت.
          
          تاهت لسنوات عِدة حتى اندثرت نبتَتُها و فُقِدَت..
          ولصدمتِها و صغِر سِنها لم تستوعِب.
          ظلّت تعيش و تستمر على رُفات ما تبقى من ذاكِرتها… عن تلك النبتة.
          
          رُبما أيضًا كانت لا تود فقدان الأمل..
          ربما كانت تحاول مُستَميتة.
          إلى ان ماتت رَوحُها و اندثرَت في الأعوام الجديدة.
          
          دُفنت بالحياة وهي تدفن حُلمًا و رَغبةً فالأخرى.
          تودّع حلمًا وتَدفِن جزءًا منها يؤنسه.
          إلى ان تلاشَت… و وَجدَت نفسها.
          نفسها؟
          
          و خُتمت تلك الأعوام الخمس ب…
          لم تُختَم، لازالت… ولازالَ الوضع و الأعوام في الذّهاب.
          
          ولا يبدو أنه سيتغير قريبًا.
          حتى تلكَ المَرارة التي تتعتّق بمرور الوقت
          لم يعُد لأي شيء من نكهة،
          و حتى فقدَت الرّغبة في البَحث.
          و رضيت أن مصير النبتة — حتى لو نَمَت —
          ألا تكونَ معها، بل في الارض، بين الأتربة.
          ربما لم تعد تَنتظِر نمو النبتة،
          لكن على الأقل… إحداهُن في مكانِها.
          
          و مرّ على تلك النبتة خمس سنوات،
          ولم يُشق من التراب بوادر لها.
          
          
          الثامِن عشر من نوفمبر ٢٠٢٥.
          

human_xyz

لماذا؟..
          
          كلما حاولتُ أن أفهم، أعود إلى نقطة الصفر،
          كأن الفهم في حد ذاته قيدٌ جديدٌ لا يخلّصني.
          أحلم… وأعرف لماذا أحلم،
          لكن الخطوة تظل في مكانها 
          كأن قدميَّ تخافان من أرضٍ لا تصدّق الأحلام.
          
          هل كل خطواتي مجرّد اهتزازات نفسية؟
          هل أنا أعيش بعقلي أكثر مما أعيش بجسدي؟
          لماذا أفكر إن كنت لا أستطيع التغيير؟
          هل التفكير لعنة الذين رأوا العالم عارياً؟
          
          خلقتُ لي عالماً في داخلي،
          أسقيه من وهمٍ جميلٍ حتى لا أموت من الواقع.
          أقول: أنا طموحة، لستُ كأبي المستسلم،
          قوية، لستُ كأمي التي خنقتها الحيلة.
          لكن في الليل،
          حين تسكت الأصوات كلها،
          أعود إلى حقيقتي...
          طفلة تحاول إصلاح ما لم تُفسده بيديها.
          
          وأسأل...
          إن كان كل هذا مكتوباً، فلماذا نحلم؟
          لماذا نُمنح القدرة على التخيّل إن كان القدر قد اختار الطريق؟
          لماذا تُريني الحياة ألوانها
          ثم تُطفئها في عينيّ قبل أن أمدّ يدي؟
          
          

human_xyz

          لِمَ فجأةً...؟
          لِمَ شعرتُ أن كُلَّ أحلامي،..
          وكُلَّ ما وددتُه، صارَ بعيدَ المنالِ...؟
          حتى باتَ من الصعبِ أن ألقاهُ في الخيالِ....
          ڪأنّي للتوِّ أدرڪتُ أنَّ السرابَ ليسَ بخَليلٍ لي.
          

human_xyz

و تأتي تلك اللحظة..
          تلك اللحظة التي يُريكَ السراب حقيقَتَه..
          الحقيقة التي طالما علمتُها..ايقنتُها و فضّلتُ..
          فضّلتُ.. تصديقها و عيشُها.. حتى بِتّ لا أميز..
          بِتُّ ألا اريدُ ان أُميز.. الحياة بما و مَن فيها سراب..
          لما عليا الا اخدع عقلي ان ظمأه قد رُوي..
          حتى لو كان من ذلك السراب؟

human_xyz

ما هوَ أسوء..
          
          ليسَ خيانة.. حتى خيانة النّفس.
          ليسَ عُمرٌ ضائع ركضًا وراء سرابٌ مُتبنى كحُلم.
          ليسَ الذِكريات السّيئة..
          
          بل ان يُنزع مِن الروحُ إحساسُ انها في ال"بَيت".

human_xyz

دائما كنتُ أشكو اني حياتي ليست طبيعية،
          حتى الأشخاص حَولي ليسوا كذلك،
          لكن... اليوم تسآلت..
          ما هي اصلًا؟
          ماذا يعني بالنسبة لي.. "حياة طبيعية؟"