ما كان البعد زهدًا بيننا
و كيف أزهد فيك وأنت أنا
و لكنها الأقدار خطت أمرنا
فضاق على وسع الزمان بقاؤنا
وَكل مناي أن أنساك حقًا
وأن أمحوك مِن نَصي وشِعري
ولَكِن كلمَا خَطَيت سَطرًا
وَجَدتك ملهِمي وإمام فِكرِي
سامِح حنيني إن أتاكَ وأزعجَك
أو مر في أذنيك صوتي المرتبك
أخفيت أشواقي وتفضح نبرتي
والدرب خانَ خطايَ حينَ مررت بك
بالأمس قلبي من فِراقك قد نوى
أن لا تعود دروبنا أو تشتبك
واليوم قلبي من حنينك قد طغى
ما أسهل الغفران وما أصعبك
وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَربَت
إِلا وَحبكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي
وَلا جَلست إِلى قَومٍ أحَدِثهم
إِلا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جلاسي
وَلا ذَكَرتكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً
إِلا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي
وَلا هَمَمت بِشربِ الماءِ مِن عَطَشٍ
إِلا رَأَيت خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ
و إن كنت تحبني حقًا
خذني من ألمي
إني أغرق به
أنقذني
خبئني
أقداري تهزمني فأنصرني
جدني و أنجدني
أمتهني، داريني
أقيم أعوجاجي و أصلحني
لا تتركني حاولني