
jn-sadaf
قد أبدو مثالية في أعيُنِ العامة شخصية بسيطة وهادئة من بعيد.. لكني مليئة بالأخطاء، تشوبُني العيوب من كُل الزوايا، أُخطأ كثيرًا دون أن أعلم، وأخطأ أُخرى دون أن أكترث.. أنا أسوء ما قد يبدو علي عن قُرب، أنا أكذبُ كثيرًا، أحطمُ الطيبين حولي، أتحدثُ بكلامٍ جارِحٍ للذين حببوني بذاتي...ولا أبالي كثيرًا. ربما...لكني أحاول التراجُع، أحاول التكفير عن أخطائي، بتُّ أقرب للتوبة لكني لستُ بصالحة بعد، ينتابُني الذنبُ في كثير من الليالي، حيال أولائك الذين وثقوا بي وغدرتُ بِهم، حطمتُهم وخدعتُهم كثيرًا..تسببتُ بدمار الذات وتمزُق العلاقات، كم من شخصٍ قطعتُ حبال تربطُنا؟ وكم من شخصٍ تعمدتُ أن أكون الأسوء في نظره فقلاني؟! لم أكن يومًا بالنموذج المثالي لأبٍ وأمٍ فخورين، ولا أختٍ طيبة، ولا بصديقة وفية، ولا شخصًا يُقدر الذين حوله. لكني عزمتُ على أن أُكفر عن أخطائي وأن أترك ما أنا عليه وأخيط شخصًا جديدًا بدمائي، لكني لا زلتُ أقف في نقطة البداية، أخطأ كثيرًا وأتراجع عن الخطأ، أجرحُ وأحاول رتق الجُرح، أحيانًا أدمرُ شيئًا لا يعاود كسابق عهده قط. ماذا عن اولائك الأشخاص الذين حالوا ضبابًا في ذاكرتي؟ حطمتُهم أيضًا، لكن....هل إن اعتذرت سيُقبل أعتذاري؟! وإن قُبل...ما ستكون نظرتهم حيالي؟ لا أنفكُ عن التفكير والأسألة تنخرُ رأسي بقسوة. أنا كُنت الأسوء لكني لم أقسو على أحد مثلما قسى علي الماضي، حاولت تخطيه ورمي الأحزان خلفي لأسير نحو الأمام فأجده ينتظرُني، ببقاة زهرٍ أحمر قانٍ كدماء عيني، وبسمة تُمزقُ روحي. أنا آسفة لكُل من جرحتُهم قبلًا، وآسفة لمن أخطأت في حقه وكذبتُ عليه بحقيقة زائفة عني، آسفة للدمار الذي أحدثته بيني وبينه. لا تدعوا علي بالهلاك.. فأني أُقسم بأني أحاول ترميم ما بقي من الوِد واللُطف في..