20_10m_

عُدتُ كما كنتُ، وما كنتُ؟ 
          لا أدري. 
          أكتبُ لكَ يا دانيال مِن داخلِ جُدرانِ غُرفَتي الحمراء أرجو منكَ أن لا تبوحَ عَن جريمَتي الحاديَة عشَر..

20_10m_

لا أعلَم ما الذي أشعرُ بِه. 
          لرُبما شِعوري هذا كذلِك كِذبَة. 
          أأنا أكذِب حينما أقولُ اقاويلاً مزعومـَة أختلجَتني؟ 
          لست. 
          صَوتٌ ما يقولُ لي هكذا. 
          إِذًا لِما أتجوَف، وأفرُغ فجأة؟ 
          أشعرُ بِلحظة أنني أموت، ولحظَة أخرَى تبَلُد.
          ما الذي يَحدُث معي؟ 
          يستَمِرونَ بِقولِ أنهُم يفمونَك.
          أعني كيفَ يفعلون وأنتَ بحدِ ذاتِك مُشتَت لا تعلَم مَن أنت، ولا ما الذي تفعلُه معهم. 
          تبًا تغاضى كما أعتَدت. 
          سأفعَل. 

20_10m_

يفهمونَك*
Reply

20_10m_

أقدامي كانَت عاريَة بينما هوَ كانَ يرتَدي نعلَيه ويُراقِبُني أتلطَخ بِالوحل واضِعًا كفيهِ بجيوبِه مُتمتِمًا بِخفوت: 
          " أخبرتُكِ لا تقتَرِبي ". 

20_10m_

ترنَح بعدَ فترَةٍ منذُ آخرِ مرَةٍ خرجَ مِن غُرفَتِه ليعودَ مُنهكًا ورأسهُ مُحمَّلٌ بِالكَثير، رشدهُ غائِبٌ عَن حاضِره، نائيًا عنهُ في خَليطِ الماضي، والمُستقبَل، عادَ إِدراكُهُ بِمُحيطِهِ حينما ضربَ أصبع قدَمِه الصَغير ليتأفَف بإِنزِعاج، ويتَجِه لِجيتارِه الكهربائِي حتى يَعزِف شيئًا يُصمِت ما بِرأسِه، وما حولِه، حركَ أنامِلَه فوقَ الأوتار وملامِحُ وجههِ هادِئة عكسَ الفوضَى المُعاثة داخِلَه تنهدَ بِأسى دونَ أن يسَأل لِما وجهي لا يَحمِل تعبيرًا، فبعدَ كُلِ هذا الأسَى الذي أصابَني لَم أعُد أنصَدِم فكلُ شَيءٍ أتوقعهُ بِصَمت... وتبًا هذا يلسَعُني قليلاً لرُبما..
           أو كثيراً...
          
           لا أعلَم حقًا.