kanwd_24
من أنت يا محمد؟
سؤال يتردّد في داخلي كلّما تأملت ملامحك، وكلّما سمعت صوتك الذي يسكب الطمأنينة في قلبي كالماء على ترابٍ عطِش.
تركيبتك غريبة... لا تشبه أحدًا من هذا العالم.
كأنك خُلقت من خيوط روايةٍ لم تُكتَب بعد، أو من حكايةٍ صاغها القدر على مهل، ثم أودعها في طريقي صدفةً تشبه المعجزة.
هل أنت الراحة التي توسلتها من الله في سنواتي العجاف؟
هل أنت العوض الذي وعدني به حين بكيت في صلاتي؟
أراك كالحلم، لا يُصدَّق أنك حقيقي... بهذا الكمال، بهذا الحضور الذي يملأ المكان أمنًا وسكينة.
كنت مترددة في الزواج منك، وكم أضحك الآن على خوفي القديم.
ندمي الوحيد أنني لم أطمئن إليك منذ اللحظة الأولى.
قبل أن أنطق، تفهم ما أريد.
قبل أن أطلب، تمنح.
تعرف عني كل تفصيلٍ صغير.
أحب القراءة، فحوّلت غرفتنا إلى مكتبةٍ صغيرة تشبهني.
أعشق الموسيقى، فتعلّمت العود لأجلي،
وتغنّي لي كل ليلة نفس الأغنية... "علّميني"
كأنك تحفظ بصوتك تفاصيل قلبي أكثر مما أحفظها أنا.
أدعو الله أن يحفظك لي، ولأميمة، ولغيثنا الذي لم يُولد بعد،
وأن يقرّ أعيننا به، لنراه امتدادًا لحبٍ نبتَ على الصدق والسكينة.