خُزامِي.

عَزيزتي، صديقتي..
          	
          	بلا مُقدمات مُبتذلة، أو رسمياتٍ مُقيّدة، فقُربنا باتَ يَتجاوزُ هذهِ العَقبات، ويَعبر هذه الطُرق..
          	
          	لَقد مرّت سنين مُذ قابلتُكِ وجهًا لوجه، وقد كَانَت علاقتنا وقتها لم تتوطّد..
          	
          	قالوا إن البُعد يُبرد حرارة المَعرفة، وقُرب القلوب، ولكنّ هذا خاطئ، خاطئ تمامًا.. 
          	
          	فقلوبنا كانت تتشابك شيئًا فشيء، وكُنا نتقارب أكثر فأكثر مع كُل يَومٍ يَمر ونحن بَعيدتين عَن بَعضِنا.. 
          	
          	ما عُمرها كانت المسافات سيفًا بتّارًا ليجزم خيوط صَداقَتِنا..
          	
          	أعلمُ أنّكِ يا صديقتي، يا سيدتي -فأنتِ تُحِبّينَ عندما أناديكِ بهذا اللقب- 
          	
          	 يا دَجل -وأيضًا تعشقين هذا اللقب- أعلم أنّكِ قد لا تكونين مُعتادة على حديثٍ به نوع من العاطفة هكذا، فأنا لا أُفصح بصراحةً عنه عَادةً..
          	
          	ولكن لا بأس بالخُروجِ عن المُعتاد للتحدث بِصدق.
          	
          	أحب أن أخبركِ أنكِ الوحيدة التي أتحدث معها على طبيعتي تمامًا من غيرِ تَكلّف، لا أقلق من أن أُفهم بشكلٍ خاطئ وحتى إن فُهِمتُ، فإنّني أكون مُرتاحة في التوضيح، وتكونين مُتفهمة له.. وتفسحين المجال..
          	
          	إنّكِ وَحيدتِي التي لا أخشى أن أزعجها بكثرةِ أحاديثي أو إزعاجاتي..
          	
          	عَلى اختلافنا الشَاسع، واهتماماتِنا المُتناقضة تمامًا، لكنّنا مُتوافقتان تمامًا..
          	
          	اكتفيتُ بكِ صديقةً قَريبةً لا يَهمّني بَعدها أهَجرني النّاسُ أم أحبّوني..
          	
          	جُمهوري الوحيد، على كُثرتِه..
          	داعمي الساند، على وُحدته..
          	
          	ومازلتُ مُنتظرةً لذلك اليوم الذي نجتمعُ فيهِ اخيرًا، واقابلكِ وجهًا لوجه دائمًا، من بَعدِ هذه السنين الخمسة، مهما طالت وإن صارت عَشرة..
          	
          	أرجو فَقط من الله أن يقربنا أكثر وأكثر على حبه، وطاعته، أن تكون صداقتنا خالصةً لوجهه وحده..
          	
          	أن يجعلَ كُلَّ الخَير في بعضنَا لِبَعضنا، وإن كان هناك سوء أو شَرٍّ فعسى أنْ يُبعده عنّا، ويستبدله بالأفضل..
          	
          	آمِين
          	
          	مُحبّتُكِ..نُور.