البعض يقول أن الكتاب صديق ، بينما البعض الآخر يقول أنه هواية ، و آخرون يقولون هو مأنس في الوحدة ، كل منا يملك وجهة نظر معينة حول الكتب و القراءة و الكتابة و كل الأشياء التي بنيت على تناغم حروف مشكلة أدب ، أما أنا و العياذ بالله من كلمة أنا أملك وجهة نظر تجدونها جد مختلفة ،ربما تشفقون علي و تتحسرون علي لإختلافي و لكنني لا أجد راحتي إلا في الإختلاف ، أحس أنني موجودة عندما أعلم أنني مختلفة ، أن رأيي لا يوافق رأيكم ، الكتابة بالنسبة لي هي مسكن آلام وقت وجعي ، هي جرعة أوكسجين وقت اختناقي ، هي مهدأ لي وقت غضبي ، هي كل شيء أهرب دوما للكتابة بعد الأختناق ، الخذلان ، الغضب ، لا أريد أن أبكي أو أحزن أو أغضب لأثير شفقة هذا العالم الضعيف ، فأفرغ جام أحاسيسي في كتابة كلمات لو دققتوا فيها لعرفتم الحالة التي كنت فيها بينما أنا أكتب ، أقتل ، أشوه و أنتقم كل هذا بحبر على ورق و لكنني أشعر أنني فعلت هذا حقيقة لأنني أنسجم مع رواياتي ، قد تظنون أن الأبطال الذين أقلدهم الأدوار البطولية و حتى الثانوية مجرد خيال فقط و لكنهم حقيقيون في مخيلتي .. تشفقون علي لأنني لا أحرك ساكنا في الحقيقة فأصنع أفلاما في الخيال ؟ أظن أنه أنا من عليها الشفقة عليكم ، لأنكم لم تجربوا معنى السباحة في الأذهان ، أعلم أنكم تتمنون قتل العديد و لكنكم لا تستطيعون ، بينما أنا أستطيع في عالمي الخاص ، لم تجربوا ذلك الإحساس لما ينتقدك الآخرون على أسلوبك ، لقد أخبرتم أنني مختلفة عنكم ؛ تحبون من يجاملكم و تكرهون من يخبركم الحقيقة ، أنا عكسكم ، أحب من يخبرني الحقيقة ، يناقشني في أسلوبي ، في كتابتي ، في محاور قصصي لأنهم يبثون في تلك الرغبة الجامحة و تلك الطاقة الهائلة للمضي قدما ، للبحث عن الأفضل ، لأنهم ببساطة يجعلونني أتحسن ، بينما أكره من يجاملني ، لأنه يقتل في الأحلام و الطموحات و الآمال ، لأنهم لا ينتضرون مني الأفضل ، يجعلونني أكتفي بما أنا عليه .