l1425l
لَا تَشْكُ لِلنَّاسِ جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الجُرْحُ إِلَّا مَنْ بِهِ أَلَمُ
شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ، يَا ابْنَ النَّاسِ، مَنْقَصَةٌ
وَمَنْ مِنَ النَّاسِ صَاحٍ مَا بِهِ سَقَمُ
فَالْهَمُّ كَالسَّيْلِ وَالأَحْزَانُ زَاخِرَةٌ
حُمْرُ الدَّلَائِلِ مَهْمَا أَهْلُهَا كَتَمُوا
فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ
عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ
وَإِذَا شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ
أَضَفْتَ جُرْحًا لِجُرْحِكَ ٱسْمُهُ النَّدَمُ
هَلِ ٱلْمُوَاسَاتُ يَوْمًا حَرَّرَتْ وَطَنًا
أَمِ ٱلتَّعَازِي بَدِيلٌ إِنْ هَوَى ٱلْعَلَمُ
مَنْ يُنْدِبُ ٱلْحَظَّ يُطْفِئُ عَيْنَ هِمَّتِهِ
لَا عِينَ لِلَّحَظِّ إِنْ لَمْ تُبْصِرِ ٱلْهِمَمَ
كَمْ خَابَ ظَنِّي بِمَنْ أَهْدَيْتُهُ ثِقْتِي
فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هِجْرَانِهِ ٱلتُّهَمُ
كَمْ صِرْتُ جِسْرًا لِمَنْ أَحْبَبْتُهُ فَمَشَى
عَلَى ضُلُوعِي وَكَمْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمُ
فَدَاسَ قَلْبِي وَكَانَ ٱلْقَلْبُ مَنْزِلَهُ
فَمَا وَفَائِي لِخِلٍّ مَالَهُ قَيْمُ
لَا ٱلْيَأْسُ ثَوْبِي وَ لَا ٱلْأَحْزَانُ تَكْسِرُنِي
جُرْحَي عَنِيدٌ بِلَسْعِ ٱلنَّارِ يَلْتَئِمُ
ٱشْرَب دُمُوعَكَ وَٱجْرَع مُرَّهَا عَسَلًا
يَغْزُو ٱلشُّموعَ حَرِيقٌ وَهِيَ تَبْتَسِمُ
وَٱلْجِمْ هُمُومَكَ وَٱسْرِج ظَهْرَهَا فَرَسًا
وَانْهَض كَسَيْفٍ إِذَا ٱلْأَنْصَالُ تَلْتَحِمُ
فَالْخَيْرُ حَمْلٌ وَدِيعٌ خَائِفٌ قَلِقٌ
وَٱلشَّرُّ ذِئْبٌ خَبِيثٌ مَاكِرٌ نَهِمُ
كُنْ ذَا دَهَاءِ وَكُن لِصًّا بِغَيْرِ يَدٍ
تَرَى ٱلْمَلَذَّاتِ تَحْتَ يَدَيْكَ تَزْدَحِمُ
ٱلْمَالُ وَٱلْجَاهُ تِمْثَالَانِ مِنْ ذَهَبٍ
لَهُمَا تُصْلِي بِكُلِّ لُغَاتِهَا ٱلْأُمَمُ
شَكْوَاكَ شَكْوَايَ يَا مَن تَكْتَوِي أَلَمًا
مَا سَالَ دَمْعٌ عَلَى ٱلْخَدَّيْنِ سَالَ دَمُ
وَمِنْ سِوَى ٱللَّهِ نَأْوِي تَحْتَ سِدْرَتِهِ
وَنَسْتَغِيثُ بِهِ عَوْنًا وَنَعْتَصِمُ
كُنْ فَيْلَسُوفًا تَرَى أَنَّ ٱلْجَمِيعَ هُنَا
يَتَقَاتَلُونَ عَلَى عَدَمٍ وَهُم عَدَمُ
-كريم العراقي