هوية الشعب ، لغته....
خلق الجليل الباري بني البشر من نطفة، ومع مرور الزمن ، تقسم هؤلاء البشر لأقوام وشعوب، كل شعب منهم أصبح له حضارة وتاريخ ولغة، أي هوية تميزه عن غيره من الشعوب على وجه الكرة الأرضية.
اللغة هي اللبنة الأساسية التي من خلالها تبنى الهوية. فالحضارة والتاريخ يعتمدان بشكل أساسي على وجود لغة تميز هذا الشعب عن غيره، فكيف لشعب بلا لغة تسجل إنجازاته أن يكون له تاريخ أو حضارة يذكران على مدى سنين طوال؟
اللغة العربية هي من إحدى أقدم اللغات التي مورست منذ قديم الأزل، كما إن أحد الكتب السماوية المقدسة ألا وهو القرآن الكريم قد نزل بهذه اللغة ممايدل على عظمتها ومكانتها عند الله تعالى.
إن هذه اللغة التي من المفترض أن تكون مصدر فخر واعتزاز لشعبها-فالعديد من العلوم و الاختراعات كان أول مكتشفيها عرباً ولا سيما علوم الطب التي يعتبر ابن سينا المرجع الأول والأساسي فيها لكل أطباء العالم عرباً و أجانب- تواجه خطر الاندثار تحت ظاهرة العولمة الثقافية، وهي عبارة عن سيطرة ثقافة أحد الشعوب على ثقافات الشعوب الأخرى. وهذا مانشهده حالياً من اقتحام للثقافات وأنماط العيش الغربية التي أصبحت روتيناً اعتيادياً في حياتنا اليومية. بدأت هذه العولمة بتشويه لغتنا العربية الفصيحة، فالعديد من الشباب العربي أصبح يفضل الحديث والتواصل باللغة الأجنبية أو بلغة عربية معربة أبرزها لغة الحديث بالحروف الإنجليزية والأرقام كمواكبة " للموضة" كقول( for9a )بدلاً من (فرصة ) ، كما أن هذه العولمة لها دور كبير في حدوث الكثير من التغيرات في نمط الحياة العربية في نواحٍ كثيرة.
لذلك، حري بنا أن نقول أن الحفاظ على اللغة العربية الأصيلة واستمراريتها هو مسؤولية تقع على عاتق المجتمع العربي أجمع وليست مقتصرة على فئة محددة من الناس. فاللغة تبقى حية بإحياء شعبها لها، ومرونتها تكمن في تطوير قومها لها وجعلها تندمج مع الحياة المعاصرة، فإذا استبدل الشعب لغته ودفنها في التراب فإنه بذلك يحكم على لغته بالموت والاندثار.
أوافقك الرأي أخي الكريم.. للأسف أصبح بعض شباب اليوم يتجرد من لغته اليوم و يراها محرجة على الرغم من كونها لغة ثرية و غنية و لطيفة على السمع.. باتوا يروون بأنهم رائعون عندما يتحدثون اللغات الأجنبية بدلاً عنها
دموع من ثلج...
******
المشي برفقة كريستالات الثلج المتساقطة في مثل هذا الجو المثلج القارص أصبحت عادة من عاداتها منذ أن فقدته. كان هو الشخص حامل الشعلة التي أذابت الأصفاد الجليدية التي كانت مغلفة قلبها مانعة أي هبة دفئ من الدخول إليه ولو خلسة. و لكن بعد فقدانه، عاودت تلك الأصفاد بالتكون مغلفة قلبها من جديد لتعود لحياتها الباردة التي لم تلبث إن هجرتها ... فقدت مصدر الدفئ الذي كان يجعل من قلبها يتراقص على ألحان السعادة، و احتل البرد مكانه في قلبها ونفسها ليجعل منه أرضاً جرداء قاحلة لا حياة فيها.