هل المشكلة تكمن بي؟! لم أتقصد ذلك ، هل حقاً سأكون شيئاً يوماً ما؟ هل سأحقق ما أحلم به وما أتمناه؟ هل سيقف الآخرون معي أم ضدي؟ هل سأمضي وكأنني مجرد عَلَقَةٍ في حياة عائلتي، أصدقائي، مجتمعي، عالمي؟ أم سأترك أثراً يجعلهم يدمعون من بعدي؟ أتمنى وأتمنى وسأستمر بالتمني، لكن هل سيأتي يوم يجعلني أقف مدة طويلة أفكر بشيء جديد أتمناه؟
انفصالاً عاصفاً لم يشبه أي انفصال طبيعي، كان ملحمة وحرباً عالمية ثالثة، ظاهرهُ سلام وباطنهُ انفجارات لم أشعر بأن الفوضى تعمني كما الآن، لم أعلم بأن النهاية ستخلد حطاماً كهذا لما عشته.. ولكنني أعلن الآن أن النهاية حلت وأنه لا عودة لهذا الطريق.. أعلن الآن آخر انكساراتي هنا وأنني وصلت المحطة الأخيرة.
ليس غريباً جداً، وأنا الآن على أهبة الاستعداد لأبدأ الكذب بشأن الحياة وجمالها، بلادي وكم أحبها، عن قيمة ما أعيشه.. لكنني لا أجيد الكذب ،وأنا أسوء من ستوكِّل إليه مهمة كهذه وسيخسر أصحاب الأعمال والأموال إن كنت مسؤولة عن أمورٍ كبيرةٍ لديهم، لن أكون أمينة كما تعلمون.
إن نظرت في وجهي وتمعنت قليلاً سترى شحوب عيني وابتسامتي الباهتة وستلاحظ أن كل أقوالي ما هي إلا محاولات بائسة ونضال فاشل بالتماشي مع مجريات الحياة، سأعترف بأن التفاصيل هي ما تجذبني لا أعلم عن السطحية شيء لكنها مقرفة إلى حدٍ ما، لا أحب ألوان الطلاء كحبي لتفاصيله كيف صُنع؟ وما التزاوج الحاصل لكي ينتج لوناً زاهياً كالذي تراه عيناي، لا أحب الرجال ذوي البشرة الشقراء، لا أعلم لماذا أراهم سطحيين بما فيه الكفاية لأنفر منهم، تجذبني البشرة الداكنة هل حبي للقهوة هو السبب؟ وإن يكن فالقهوة طقس من طقوس النبلاء ولا أقصد أصحاب الأموال بل أصحاب العقول، إن المال إذا لازم جيب امرءٍ أفقده صوابه وقيد أطراف عقله فيخسر وظيفته لا محالة. ومن المهم أن أضيف قولي الشهير من يشرب القهوة بالسكر لا يعرف للقهوة مذاق.
لنعد لكذبتي عن الحياة وجمالها إنها جميلة حقا ألن تصدقني؟! لماذا لا يكون إخباري لك بأنها كذبة، كَذِبٌ بحد ذاته!!