في إحدى حلقات المحقق كونان .. اختطف رجل والد زوجته المصاب بمرض الكلى ، وصنع خطة محكمة ليبدو أمام الجميع كمنقذ لا كمذنب .
ما دفعه لذلك كان شيئًا أكثر تعقيدًا من الحقد وحده .
فقد كان يحمل في داخله غضبًا من ذلك الرجل الذي لم يتوقف عن احتقاره رغم إخلاصه في العمل ، وأيضًا .. أراد أن يبدو شخصًا جيدًا في نظر زوجته ..
خصوصًا بعدما بدأت هي أيضًا تحتقره قبل أيام ، تمامًا كما يفعل والدها .
كُشفت الحقيقة .. ونُقل والدها إلى المستشفى بعد أن ساءت حالته ..
تلقى الخاطف مكالمة منها .. أخبرته بأنها فخورة به ، وأنها ستخبر والدها كم كان قلقًا عليه ، وكم بذل من جهد لإنقاذه ..
ثم قالت له إن والدها لم يكن قاسيًا عبثًا ، بل كان يحاول أن يصنع منه خليفته ( المدهش ) في العمل !
واحتقاره لم يكن سوى قناع يُخفي خلفه إعجابه به .
أخبرته أيضًا أنها أخطأت حين قلدت والدها .. لم تكن تقصد أن تكرر نفس الجرح الذي تسبب فيه ، وأنها آسفة على ذلك ..
ربما بعضهم سيحاول إعطاء مبررات كي يخفف عن نفسه ، لكن مع الوقت .. حين يطول الأذى .. سيُجبر الإنسان على اتخاذ قرار ما .
ربما يرى أن الابتعاد هو الأفضل ، وربما يتخذ قرارًا سيئًا… يندم عليه لاحقًا .
الحقيقة أننا كبشر لا نمتلك القدرة على قراءة الأفكار ، ولا نستطيع رؤية الأسباب الجيدة المختبئة خلف كل فعل سيئ نراه ويؤثر فينا سلبًا .
لا أحد يملك عينًا ترى النية ، ولا قلبًا يسمع ما لم يُقل ..