«يولد الإنسان عجولًا، فتصفعه الحياة من حيث لا يحتسب، فيتعلم التصبر على الأقدار وفي قلبه غصةٌ خفيّة، ثم يُعوض الله غصتهُ وكأنهُ ما حَزِن يومًا، فيُدرك عظمة الصبر وحلاوته، فتصفعهُ الحياة مرةً أخرى، فتضيقُ به الدنيا ذرعًا، فيُدرك أنه يحتاجُ أطنانًا من الصبر، صبرًا بهِ يُقاوم، به يتعايش، فيتقبل مرارة الأيام وقسوتها، يتجرعها وإلم يفهم حكمتها، يصبر لما يعلم من أسباب أقدارها ولما لا يعلم، صبرًا يحمل بهِ الدنيا على قلبه دون ان يتخبطه الجزعُ ولو مره، صبرًا يَصِلُ به إلى أسمى أشكالِ الرضى مهما عصفت بهِ الأقدار»