mariaoranhh
وأنا مثلكِ الكثير يدُور برأسي مُحتارةٌ لا أعلمُ أي الخطواتِ آخُذ. لم تُعلّميني شيئًا سِوى أن أشتاقَ لكِ أو أن آتِي إليكِ.. ورُغم ذَلك، لَم أمشِ إليكِ يومًا. كلّ ما أذكرهُ.. هُو أني وجدتُكِ قُربي كلَّما فتحتُ عينيَّ ولم تُغادري قطُّ أو ربّما لم تكُوني بارعةً في ذلكَ كنتُ دائمًا أنا التِي تُجيد المغادرَة دُون أن أتذكَّر طريق العودَة ولو تذكّرته، لا أزالُ غير بارعةٍ في العودَة. وهَا أنا ذِي.. أقفُ بالمُنتصف، تائهَةٌ، لا أعلمُ بأيّ الجهاتِ ألقَت بي قدمَاي كلّ الأماكِن التِي لستِ فيهَا، غُربةٌ، وكلّما حضرتِ، صَارت موطنًا كاملاً. أنا تائهةٌ فعلًا، ولا أذكُر طريقَ العودةَ إليكِ، ” رُدِّينِـي إليكِ أو رُدِّينِي إليّ لَا تترُكيني هكذَا، بالمُنتصَف. “ لم تعلّميني شيئًا كنتِ بارعةً فقط بإخباري عن طفلِي الدّاخلِي ولم أقتنِع إلّا عندمَا قفزتُ واحتضنتُ وسَادتي فرحًا حينَ وصلتنِي رسالةٌ منكِ أنتِ. وأنا لا أحدَ مثلِي، بارعةٌ في المُغادرَة وحَسب لا أجيدُ العودَة وحتّى لو علَّمتِـني.. لن أعُودَ. -M-