nyokoyuki
طفولتي، مراهقتي، وربما شبابي... قصة من الممتع قراءتها، لكن من الصعب التعايش معها... لطالما أحببت مشاهدة الأفلام الخيالية، كانت مهربا لي إما من الواقع الممل، أو المبكي. دائما ما كنت أجعل نفسي شخصية عانت من جميع ألوان العذاب. حتى استيقظت يوما وحياتي قد تغيرت مئة وثمانين درجة بين ليلة وضحاها، لأجد نفسي بطلة رواية لم أوافق عليها، وأُجبرت على التعايش معها... سارت الأمور بشكل غير منطقي، واتخذت منحنى لم أحسب له حسبانا. من بدت كصديقة غدت خصما، ومن عُرف عنها كملاك مخلّص اتضح أنها شيطان بأجنحة بيضاء. حياتي... بنيت على مجموعة من الأكاذيب، أكاذيب محاكة بدقة على شكل دهاليز ضيقة تشابكت مع الحقيقة وأصبحت جزءا منها قبل أن تخفيها. قصتي ليست نقية... قصتي عبثت بها أيد بيضاء لأشخاص بقلوب سوداء، ولكنني قطعا سأطهرها. من عبث بحياتي بأنامله الملوثة واجهني بأكاذيب جديدة ودموع سامة، تلاعبوا بي كدمية بخيوط حبكوها بدناسة أفئدتهم. ظنوا بأنني في صفهم حين لم أعترض، حين رسمت تلك الابتسامة المزيفة، حين اختبأت خلف قناع اللطافة. شعروا بالصدمة والخيانة حين طفح الكيل وسئمت من لؤمهم، حين خلعت الابتسامة التي سجنت خلفها غضبي وسخطي العارم، حين قطعت القيود التي سيّروني بها. صنعت في قلبهم فجوة حين بنيت شجاعة من فولاذ كافية لتحطيم أوهامهم. ردة فعلهم جاءت على شكل صفعات، لكمات وخدوش، لكنها لم تثنني، لم أشعر بألمها لشدة سعادتي وفخري بكبريائي. كانوا دائما يتحدونني عندما كان للجبن محل في قلبي، يجلسونني على طاولة الحكم كالمتهم ويسألون بابتسامة لعوبة: "أين الكذبة؟" أي إن كنا كاذبين أظهري كذبتنا. إلى أن قلبت الطاولة وجلست على رأسها سائلة بدوري: "أين الكذبة؟" أي إن كنت كاذبة أظهروا كذبتي. لعبوا معي لعبة مدنسة، ظنوا بأنني بيدق يسير وفق رغباتهم، لم يعرفوا بأنني ألعب وفق قواعدي الخاصة. مشاركة في مسابقة أحيِ الذكرى لفريق النقد. @criticsteam