q0_ad3
الإحساس بالألم أمر شخصي وحميم، وهو ينفلت من كل قياس ومن كل محاولة لتحديده أو وصفه، ومن كل إرادة لإبلاغ الآخر بحدته وطبيعته. إنه لا يتجاوز حدود الجسد كي يظهر في وعي الآخر، كما أنه لا يمنح نفسه في البداهة، حتى الحب والشفقة يتوقفان عند حدوده بالرغم من الرغبة في أخذ جزء منه للتخفيف عن الآخر. ثمة دومًا مسافة موجودة بين المعذَّب وأولئك المصاحبين له في عذابه، الألم ليس سوى كلمة، وهي لا تتذكر شيئًا من قساوتها حين تسعى للإفصاح عن نفسها بالكلام. اللدغة حين تقال أو تكتب: ليست هي اللدغة التي تمزق الأحشاء ألمًا. فبها أن هذه الأخيرة محبوسة في ذاتها فهي تنفلت من إمكان التسمية أو التوصيل. الألم يمتص الفرد في هالته ويفكك وجهه وجسده ويبعده عن الغير، لكنه يتركه عاجزًا عن أن يقول بدقة تلك الحميمية المعذبة. والكلمات تبدو فارغة من الحس الواقعي. الألم يترجم تخلخل اللغة، واستحالة إدراجها في شباك الكلام. – دافيد لوبرتون| تجربة الألم