لطالما كنت أراقب البشر كأنني لست مِنهم..
بُقعتي المفضلة عندما كنت طفلة كانت النافذة ؛ كنت أجلس عند حافتِها تتسلل عيناي بفضول لكل كيانٍ يمُرُ ، لوهلة إبتغيت أن أعيش كإلهٍ ، لطفلة وحيدة كان تحركهم يجذبني كما تجذب العنكبوت ضحيتها ، تعابيرهم المختلفة عن بعضهم مهما تشابهوا شكلا ، علاقاتهم الفانية مهما دامت آثارها ؛ لم أكن أشعر بالغيرة ، لم أشعر بشيئ بتاتًا ، بل قضيت وقتي أدرسهم كما ندرس مكونات النبتات ، أعيش حياتهم معهم ثم أغادر عند إختفائِهم من الشارعِ .
عندئذ عشت الكثير دون أن أعيش فعليا ، كأنني ذات بحيوات مغايرة و بحياة ليست ملكها حتى ، عندئذ فقدت شيئا مهما أحتاجه لأستمتع بحياتي الخاصة ، فقدت لإرادة بعد أن عشت إرادات كثيرة ، و أمست العلاقات مسرحيات طفولية مملة في نضري .