فتحت باب ذاكرتي دون قصد , دون أدنى إرادة مني , كان كل شيء مبعثر , ظلالاً باهتة , صفراء , لا تاريخ , لا زمن , لا مكان , وكأنها أوحت لذكرياتي معها بالتلاشي , كان كل شيء لا ينتمي إلى هذا العالم البغيض , لكن مع كل هذا يمكنني الإستمتاع بما موجود في ذاكرتي , أحس بأن ذكرى واحدة تكفي لهلاكي شوقاً وحنين , لم أكن متأكداً أنني سأتجاوز السنة الأولى من رحيلها , كنتُ مستعداً لكل شيء , لجعل ذكرياتي شرعية , حقيقية , قرعتُ باب الأحلام ثلاث مرات , مستأذناً الدخول , طلب الصفح , تمنيت حلم واحد , أرى فيه وجهها الجميل , أُعيد تلك الليالي , أخبرها بما لم أجرؤ أن أخبرها في ذلك الحين , كل شيء بحاجة للوصف , بحاجة للرثاء , كل شيء , كان كما لو لم يحدث , وكل ما لم يحدث , كان كما لو حدث فعلاً , لم أشعر لحظة مطلقاً بالندم , بشكل ما أو بآخر , كنت لأشعر بالندم قبل رحيلها , أما وقد رحلت فلا جدوى من الندم , لقد أدركتُ بوضوح حقيقة حكايتنا , إنها كانت لتكون هكذا , لابد أن يكون هذا كله قدرنا .