قصة قصيرة عن حياتي التي جمعتني بكِ تحت عنوان ( حب عبر شاشة صماء )

التقيت بها ذات يوم . مقدر من الرحمة الإلهية . التي ترعى كل المخلوقات . نشأت بيننا صداقة على صفحات الإنترنت .الاجتماعية الملتزمة بحدود الأخلاق  .
- ماذا ؟ كنا نعرف عن بعضنا ؟ لا شيء أكثر من اسمين .و سيل من الكلمات  . تعلقنا بتلك الأحاديث البريئة عن الحياة . عن حياتي و عن حياتها  قربت بيننا الوحدة . من الطرفين رغم استحالة اللقاء .  في جو من السذاجة 
- تسافر الروح و يتسع القلب ليحضن العالم كله . بضمة واحدة يصبح الزمن و المسافات مجرد كلمات لا معنى لها .. 
- ناضلنا كثيرا . "لنتمسك بمنطق الواقع القاتل للسعادة " لنبقى أصدقاء لنبقى أصدقاء الصداقة أحسن من الحب. "لا فراق و لا ألم و لا جراح و لا ضيق و لا ملل و لا سهر و لا حنين و لا أنين ، و لا ، و لا ، و لا ، قائمة طويلة لا تنتهي من الحجج الواهية"
 التي يعكز عليها الأصدقاء  . من الجنسين لكي لا يهويان معا إلى قمة الحب  . و لكن هذا الأخير يعني الحب غلاب كما يقولون . 
- نبني سدودا عظيمة أمامه . و لكنه يسحقها في لحظة  يجرفنا معه إلى حيث لا يعلم إلا الله من الإنسان الذي مهما كانت تجاربه يستطيع . أن يؤكد لك أنك لن تكون سعيدا إن أحببت . لا أحد الكل متردد و الكل يشك .و الكل يعطيك نظريات لا تصمد أمام القلوب العاشقة
- حزمنا جميع ذكرياتنا معا .و ركبنا سفينة الحب عبر الأقمار الصناعية و عبر تلك الكلمات . التي نتبادلها طول الوقت لم نجدا حلا لمعضلة البعد .
- روحان معا و جسدان تفصل بينهما أميال و أميال و "أبواب مغلقة أصاب أقفالها صدأ العادات و التقاليد "
التي تأخذ شكل المستحيل . وحدها الروح و الكلمات تتسلل عبر نفق الخيال . إلى عالم الأحلام تعاهدنا على الحب حتى آخر نفس لهما في الحياة  .
-لم يكن ينغص علينا ربيع العشق إلا ألم الفراق و وطأة الحنين .كل لحظة نرتفع أكثر و لكن المسافة بينهما لا تتغير .كأنها الدهر قلت لها في قمة العذاب ليتنا بقينا مجرد أصدقاء . أجابتني بدموعها لا أريدك صديقا مجردا من مشاعره . أريدك حبيبا تكسو قلبه و روحه حلة العشق الأبدي . غرقنا في ذلك الصمت الذي يسبق العواصف .و لكن رغم كل شيء ستستمر الكلمات و تستمر آلام البعد و يستمر الأمل وسنسعى بكل قوتنا لنتعدى تلك المسافات البعيدة ليجعل الله لنا ذلك الجمع والنصيب والشراكة الأبدية و تنتصر الحياة ...