naf28102008

          
           الفصل #2:صيف من الأحلام
          
          منذ اللحظة التي قررت فيها السفر إلى مصر لقضاء عطلة الصيف، غمرني شعور بالحماس والتوق لاكتشاف هذا البلد العريق. وصلت إلى مطار القاهرة مع بداية شهر يوليو، وكان الجو حاراً ولكن النسيم الخفيف الذي داعب وجهي عند خروجي من المطار منحني شعوراً بالبهجة والارتياح.
          
          قضيت الأسبوع الأول في القاهرة، حيث زرت الأهرامات وأبا الهول. شعرت بدهشة عميقة وأنا أقف أمام حضارة يعود تاريخها إلى آلاف السنين. كما قمت بزيارة المتحف المصري، حيث تأملت كنوز توت عنخ آمون وآثار الفراعنة التي طالما قرأت عنها في الكتب. لم أنسَ أن أتجول في سوق خان الخليلي، حيث اشتريت بعض التذكارات الجميلة من النحاس والفضة، وجلست في إحدى المقاهي القديمة أرتشف الشاي بالنعناع وأراقب حركة الحياة من حولي.
          
          بعد ذلك، انطلقت إلى الجنوب، إلى مدينة أسوان، حيث قضيت أياماً ساحرة. ركبت الفلوكة مع غروب الشمس، وكان مشهد النيل وهو يعانق الأفق من أجمل ما رأيت في حياتي. زرت معابد فيلة وأبو سمبل، وشعرت هناك برهبة المكان وعظمة التاريخ. أهل أسوان كانوا ودودين للغاية، واستمتعت كثيراً بكرمهم ودفء قلوبهم.
          
          لم تكتمل رحلتي دون أن أستكشف سواحل البحر الأحمر. ذهبت إلى الغردقة وسيناء، وهناك تعلمت الغوص لأول مرة. كانت تجربة مذهلة؛ رأيت الشعاب المرجانية الملونة والأسماك التي بدت وكأنها لوحات فنية متحركة(ما شاء الله). كان البحر صافياً إلى درجة أنني شعرت أنني أسبح في عالم من السحر.
          
          كما خصصت بعض الوقت لزيارة الإسكندرية، مدينة البحر والتاريخ. تجولت على كورنيشها الشهير، وزارت مكتبة الإسكندرية الحديثة، وأكلت أشهى أنواع الأسماك الطازجة في مطاعمها المطلة على البحر. كانت الإسكندرية تحمل طابعاً خاصاً يمزج بين عبق الماضي ونبض الحاضر.
          
          ومن ثم، عدت إلى القاهرة لأعيش تجربة الحياة اليومية. صرت أستيقظ باكراً، أزور المقاهي الصغيرة، أقرأ الكتب، وأتنقل بين أحياء مثل الزمالك والمعادي. أحببت كثيراً الجلوس قرب النيل وقت الغروب مع فنجان من الشاي، مراقبة المدينة وهي تتلون بألوان المساء الهادئة.