
xxccoo77
السَّلامُ عَلَيْكَ خَيْرُ السَّلامِ... أعتاد شَعْبُنَا أن يُحِبَّ والحبيب يكون مَصِيرُهُ الْبِعَادَ، وحينها نلجأ للكتابة وَنَرَى أَنْفُسَنَا أننا أصبحنا كُتَّابًا، شُعَرَاءَ، أَيُّ شيءٍ يُسَاعِدُنَا أن نرثي الحبيب، وها أنا أَمسُكُ قلمي وأبدأ بِالرَّثَاءِ عليكَ. صحيح إِنكَ باقٍ، وَتَشُمُّ نفس الهواء الذي اشْتَمَمْتُهُ، لكن بيننا مسافات بعيدة ودربًا عَثرًا وَوَعْرًا من الْمُسْتَحِيلِ أن نجتمع ونحظى بِاللِّقَاءِ، وأن تتعانق أيدينا، وَيُكْتَبَ حُبُّنَا في كل موقع تواصل من خلال كلماتي البالية، من المستحيل أَن يحصل. ليس هناك عوضًا عن الحبيب الأولِ أو نجدُ طريقًا يُنْسِينَا كلامه أو الوعود، كل شيءٍ ترك داخل قلبنا وعقلنا ونبقى نتذكر، ونحن، ونشتاق، ونكرهُ، ونعود للحنين، سِنِينًا طويلةً عدت على بُعدِنَا، ولا أزال في نفس الموقف الذي تركنا فيه بعضنا ونفس الأصوات باقيةً تتكرَّرُ في مسمعي. ازدحام السير، أصوات الْمَارَّةِ يَرْتَفِعُ، صَوتُ من داخل المحلات يرتفع أما ضحكًا أو مُناقشاتٍ حادةٍ تؤدّي إلى الشِّجَارِ، ولعِبُ الأطفال في كلّ مكانٍ، والقطط التي تتجولُ حولنا وصوتها وهيَّ تُمَاوِي بِبُطْءٍ، كلها تَمُرُّ عَلَى مَسْمَعِي والمشاهد تعود عندما أغمضُ عَيْنَيَّ. لكن الآن أتذكر أنني كنت أستمع لكَ فقط تَارِكَةً كل من حولي، أركز في تفاصيل حِدة عينك، وعقدة حاجبك كلّ ثانيةٍ تزيد، والشَّمسُ الضَّارِبَةُ على بُن عينكَ، وشحوب وجهك، وأهمها شفتيك وهي تنطق أعذب الكلمات لِتَنْهِيَنِي. ولكني لم أنسَ ولك أَتَخَطَّ شيئًا، ولم أُبالِ لكل شيءٍ، وبقيت أحمل بداخلي ذلكَ الحُبَّ الشَّجِيَّ، ولك أَنسَكَ بيومٍ، صحيح كل ما بيننا انتهى، ولكن لم يَنْتَهِ مني أنا، وحده كافٍ أن أبقى أنا كما أنا بِحُبِّي لكَ، لا يُهِمُّنِي أن رحلتَ عني وخَلَّفْتَ كَوْمَةً جُرُوحٍ بداخلي، ولكن على الرغم من ذلكَ أَتمنى مِنْ معاتبتكَ، وأتمنى أن نلتقي ثانيةً لأعاتبكَ ولكن هيهات أن يحصل لقانا وتأتي وأبدأ بمعاتبتكَ، اسمي لكَ كأنهُ نَعِيقُ الْغُرَابِ، تُكْرِهُهُ مِثْلَمَا نَظُنُّ أَنَّ صَوْتَ الْغُرَابِ شَرٌّ، وانتهت قصتنا ببعاد الحبيب حالنا حال باقي عشاق بلدي. _آمنة عامر (آمِن)