نيران عشق الصعيد

الفصل السادس

الفصل السادس...
"نيران عشق الصعيد"

وقف بعزاء ابنه وزوجته بصلابة،  يفكر في حديث "أميرة"،  يبتسم بسخرية،  أصبحت عدوته صديقة،  يشعر بالرهبة المزيفة من تلك الصداقة التي تتجدد مرة ثانية...
يشعر بنظرات الخوف الذي يحملها أبيها،  يشعر بأنه كالأسد المتوحش الذي سـ ينتقض على الجميع....

انتهت مراسم العزاء،  غريب ما يحدث،  يشعر باندهاش شديد،  أهل زوجته الجديدة يعزونه،  يشعر بأن صوان العزاء لحزنه على زوجته وابنه وعلى حال ابنتهم،  كيف سيكون حالها أمام أهل البلد بأجمعهم...

دلف للمنزل،  وجد الجميع يجلسون على طاولة العشاء،  " أميرة" تجهز الطعام،  شقيقتها الصغيرة تتثاؤب،  شعر بالشفقة عليها،  يرأها طفلة لا أحد مهتم لأمرها...

تنهد بقوة ثم اتجه نحو الدرج حتى يصعد إلى غرفته،  بتلك اللحظة قال "جمال"  بعلو:-
_"سليم"....!!!

نظر له "سليم"  بنظرات اتهامية،  هو الوحيد المذنب لما يحدث الآن هو والسيد "حمدي"  جد زوجته الجديدة.
رد عليها ببرود:-
_نعم يا حاچ "چمال"  أوامرك اللي لأزم تتسمع وأنا أكتر واحد مچبور عليها بغض النظر عن الخسائر اللي بتحصل

ولأول مرة يشعر جده بأنه خسر قوته وصلابته،  انجرح قلبه من كلام حفيده وعلى حالته،  هز رأسه وقال بحزن:-

_دا قضاء يا ولدي وربنا هيرزقك بالولد الصالح قريب

قهقه "جاسر"  من كلام "جمال"  تحدث بسخرية:-
_آسف يا چدي بس حرقة دمي إن خطيبتي وحبيبة عمري هتنام جنب حد غير وجعني شوية

أغمضت "أميرة"  عينها بشدة،  قرارهم كسر بقلوبهم جميعا
ابتسم "سليم"  ومن ثم قال باستهزاء:-
_إيه يا "أميرة"  هانم مش قادرة تتصوري "عاصم"  حبيب القلب هيتنام على سرير مع واحدة غيرك إزاي

بتلك اللحظة انتبهت "أميرة" إلى شقيقتها التي غفلت على المنضدة من كثرة التعب والأشياء التي حدث،  اتجهت نحوها وقالت بحنان:-
_"ندى" إنتي نمتي من غير آكل يا قلبي عليكي

حدق "جاسر"  بالصغيرة التي تجلس بجانبه وإلى ظهرها الذي انحنى من نومتها،  أصبح أبٍ وليس زوجًا،  نظر إلى زوجة أخيه وقال:-
_سبيها أنا هطلعها...!!

ثم وبرفق قال:-
_"ندى"... "ندى"!!
فتحت عيناها بتثاقل وقالت بنعس:-
_ها...!

بحنو شديد قال:-
_قومي يا حبيتي أشربي اللبن دا وبعد كده نامي

هزت رأسها بلا هي لا تحبه،  رفضته بهدوء:-
_معلش يا "چاسر" مش قادرة هنام
قام من مقعده ثم حملها بين يده وصعد بها إلى غرفتهم،  ليشعر جده بأن حفيده رق قلبه على زوجته،  نظر إلى "أميرة"  وقال:-
_روحي يا بنتي مع جوزك وخديله الآكل

قهقه "سليم"  الذي كان يقف ويراقب كل ما يحدث،  رفع حاجبه ثم صفق وقال:-
_بجد قشعرت ممكن يا چدي تسبني في حالي عشان أنا كل العفريت اللي في الدنيا معاي دلوقتي