2

228 5 0
                                    

أخبار ليبيا24- خاصّ

سطّر “آل الحرير” في مدينة درنة معركتهم، بماء الذهب، وسجلوا شجاعتهم ،المتمثلة في مواجهتهم لأعتى وأشرس تنظيم إرهابي، وقصتهم هذه سترويها الأجيال تباعًا.

معركة واجه فيها أربع إخوة، بمساندة اثنتين من أخواتهم، عناصر التنظيم الهمجي، الذي أراد اقتحام منزلهم، دون اعتبار لأي حرمة، وسقط خلالها 70 إرهابي من بينهم قادة، بحسب ماقالته أسماء الحرير في الجزء الأول من هذه الملحمة التي نشرتها “أخبار ليبيا24”  .

ونتابع معكم سرد هذه الملحمة في جزئها الثاني، حيث تواصل أسماء حديثها وتقول:-“في تلك الفترة قتل ابن أخي في عام 2014م، داخل درنة (منصورعثمان) من مواليد 1991م  أثناء فض مشكلة، فأصبح شغل إخوتي الشاغل البحث عن القتلة، وخصوصا أن الطلقة التي أودت بحياته جاءته من الخلف، وكلما حاول إخوتي الوصول إلى الحقيقة، ضغط عليهم التّنظيم في تحركاتهم.”

وتتابع قصتها :- “عرفنا القتلة وانحصروا في أربعة أشخاص، أحدهم للأسف من عائلة الحرير، إخوتي حققوا مع الأربعة وأحضروا شهودا، وطالب إخوتي بالعرف الذي تعود عليه الناس بإخراج ذوي القاتل من المدينة، إلى حين تسوية القضية وهنا تدخل التنظيم وطلب من إخوتي، أن ينسوا هذه القضية بتعليمات من الأمير الموريتاني.”

وأشارت أسماء إلى أن ابن أخيها يتبع للكتيبة العاشرة في مدينة القبة، التي تتبع للجيش الوطني ولكن بشكل سري.

وتؤكد بالقول :-“أصبح التنظيم يهدد حتى الشهود، وأعلن داعش معرفته بانتماء ابن أخي للجيش الوطني، وأنه طاغوت وقتل”.

وقالت :”تفاصيل القتل حدثت فيها ملابسات، منها تأخر إبلاغنا واختفاء متعلقاته الشخصية والرماية على سيارته ورميه أمام مستشفى الهريش، فعرف إخوتي القاتل ورفضت عائلات القتلة الخروج، وتولى  التنظيم الموضوع، وكان من يهدد ويتوعد الجزائري والموريتاني، تارة تنظيم أنصار الشريعة، وتارة تنظيم داعش وأبلغونا حرفيا أن هذه العائلات تحت حمايتهم”.

وتضيف أسماء :” إخوتي كانوا يصرون على خروج عائلات القتلة من درنة، وبعد عام يتدخل العرف بالصلح أو القصاص ونحل القضية، لكن التنظيم تعند وكثر تهديد أنصار الشريعة لأخي إبراهيم، فخرج عليهم بسلاحه، وحدثت رماية بينه وبينهم، وتوجه إلى الوالي اليمني في غرفتهم وبشهادة الشهود، وحدثت مشادة كلامية بينهم وعندما خرج إبراهيم من مقر ما يسمى الوالي، بلغنا أن الوالي حكم عليه أنه مرتد ووجب فيه القصاص.”

وتتابع :”حاولوا خطف إبراهيم بعد هذه الحادثة بأيام، ولم تنجح هذه المحاولة وبدأ التنظيم يهدد إخوتي بشكل مباشر ،فأخي إبراهيم كان يعمل على سيارة نقل بضائع، من درنة إلى الكفرة وطرابلس حتى حدود الجزائر، ضيق عليه التنظيم في الدخول والخروج فترك العمل لعدة أشهر مع العلم أنه مصدر دخله الوحيد” .

وتؤكد أسماء قائلة :”اتصل أحد المتهمين بقتل ابن أخي، بأخي إبراهيم وقام بتهديده وأنه تحت حماية التنظيم، وأن الشهود متواجدون في مقر الوالي اليمني، وفي حمايته وأنه لا يستطيع أن يفعل له شيء فما كان من إبراهيم، إلا أن ذهب إليه وقتله، هنا التنظيم وجد فرصته وأرسل رتلًا إلى المنزل، ومعهم شخص من المتهمين بقتل ابن أخي، ويحمل بيده كتاب، وطالب أخي محمد بطريقة استفزازية بتقديم الولاء والطاعة، وتسليم أخي إبراهيم لينفذ فيه القصاص”.

وذكرت أن محمد رفض الرضوخ لهم، وبدأت مشاجرة وإطلاق الرصاص فقُتل الشخص الذي يحمل الكتاب، وخرج الرتل مسرعا من الشارع فحمل محمد جثة ذلك الشخص، ووضعها في سيارة التنظيم، وأرسله إلى الوالي الموريتاني، وتقول :-“منذ تلك الواقعة طوق التنظيم الحي وحاصر الشارع، وبدأ في الرماية العشوائية دون سابق إنذار المتواجدين بالمنزل أمي وإخوتي إبراهيم وخالد ومحمد وعثمان وأختي فايزة ونعيمة”. وتضيف أيضًا :”كنت أنا وفايزة في مدينة البيضاء وكان الاتصال مفتوحًا، بيننا وبين أخوتنا كنا نقوم بتعبئة كروت الشحن، وكنا معهم لحظة بلحظة، وفي تلك اللحظة طلب أخي محمد من أحد الجيران، أن يأخذ أمي وأخواتي ويخرج بهن فرفضن الخروج ورددن “نعيش معا أو نموت معا” وبدأت المعركة وفي بدايتها أخواتي كنا يقمن بتذخير السلاح وتعبئة المخازن، ولكن مع قرب انتهاء المعركة قمنا بالرماية”

  هنا قاطعناها”.. المعركة استمرت أكثر من عشرين ساعة، من ظهر ذلك اليوم حتى حوالي الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة من صباح اليوم التالي، هل كنتم تملكون مخزن للسلاح بالمنزل؟ أجابت قائلة :”ما كان في المنزل ذخيرة (كلاشن كوف وإف إن) ومسدسات وقنابل يدوية، كان إخوتي يجهزون لدخول الجيش لدرنة وبحكم أن هناك تواصل مع جبهة الظهر الحمر وعين مارة فكان هناك تنسيق.”

وتواصل أسماء كلامها :-“عموما منزلنا من طابقين وإخوتي لديهم خبرة عسكرية وهم مقتنعين أن التنظيم لن يرحمهم، وأنهم ملاقو ربهم ولكن سيكون الثمن باهظا للتنظيم، قسم إخوتي أنفسهم بين الطابقين أخي محمد وعثمان في الطابق العلوي وأخي إبراهيم وخالد في الدور الأرضي وأخواتي زكية ونعيمة وأمي داخل المنزل بعيدا عن الرصاص”.

وتقول :”بدأت المعركة واستهدف التنظيم بئرالسلم وخزان المياه وقطع الكهرباء، وللعلم ذلك اليوم كان يوم الإثنين الموافق 01 رجب، وكانوا كلهم صائمين وقبل المعركة كان هناك تهديد مباشر لأخي إبراهيم حيث اتصل به أحد أفراد التنظيم وأبلغه بأنهم سيأخذون أخواتي سبايا حينها سلّمنا إخوتي مسدسات للدفاع عن أنفسنا، (تلعثمت أسماء وتغيرت نبرة صوتها وانهمرت دموعها)، أدركنا أننا استحضرنا عشرين ساعة من الضغط النفسي والعصبي من الفقد والمرارة والخذلان.

#

ملحمة ال حريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن