تحدثت أسماء الحرير في الجزء الأول من ملحمة “آل الحرير” في مدينة درنة عن عائلتها، عن إخوتها وأخواتها الذين جابهوا عناصر تنظيم داعش الإرهابي منذ بداية المعركة وكيف قاوموه حتى النهاية، أماالجزء الثاني روت بعض التفاصيل المهمة وبعض التراكمات التي أدت إلى اشتعال الشرارة في هذه المعركة الشرسة التي قاوم فيها أبناء “عيسى الحرير” وحشية التنظيم، أما في الجزء الثالث تحدثت شقيقتها فايزة عن مزيد من خبايا تلك الملحمة وكيف كانت ردة فعل إخوتها وأخوتها أثناء الاشتباكات مع عناصر “داعش” الإرهابيين.
وفي الجزء الرابع من ملحمة “آل الحرير” تعود أسماء مجددًا للحديث عن تلك المعركة وعما وقع خلالها فتقول بأسف :”للأسف غابت النخوة والمروءة درنة كلها توقفت متفرجة على ملحمة العز الوحيد الذي وقف صديق أخي محمد يدعى عبد الوهاب الدرسي لقبه “العبد” وبدأ يصرخ في الناس ويحثهم على الوقوف مع إخوتي وللأمانة كان عبد الوهاب يرمي على التنظيم من الخلف يوم المعركة محاولا فك الحصار وليحفز الناس لكن للأسف في اليوم التالي قتل عبد الوهاب أمام منزله برصاصة طائشة ولك أن تربط توقيت الرصاصة الطائشة بموقفه كما أنني لن أنسى المرحوم أيمن زيدان الذي حاول أن يستهدف الإرهابيين الدواعش من منطقة عين مارة بواسطة قذاف الهاون”.
وتضيف أسماء :”ولن أنسى آخر كلمة لأخي محمد في اتصالي به قبل أن يفارق الحياة قال لي ( لا رجوع ) قتل آخر إخوتي وترك أعضاء التنظيم الهاتف مفتوحًا في حقيبة أختى وكنا نسمع التكبيرات والتهليل”.
وتتابع الحرير :”التنظيم نقل الجثامين من المنزل إلى مستشفى الهريش ومن المستشفى نقلوهم إلى مقر الوالى اليمني وهو من اختار الجثث التي ستعلق واختار جثمان إبراهيم ومحمد وعثمان وجن جنونه عندما عرف أن عثمان في البحرية ولم يستتب وكيف لم يعرفوا بذلك وقاموا بتعليق الجثامين بجانب مقر محكمة التنظيم”.
وأشارت قائلة :”بالصدفة اللافتة التي علقت عليها جثامين إخوتي كان قد كتب عليها جملة (ننتصر أو نموت ) وكانت غير واضحة من عوامل الزمن، وتدخل البعض وتم دفن أخواتي زكية ونعيمة وأخي خالد بعد صلاة الظهر في مقبرة الفتايح ومنع في الجنازة التجمع أو التجمهر وكان العدد محصور جدا”.
تستطرد أسماء وتقول :”أصعب شيء الفقد، الأشخاص الذين هم سندنا في هذه الدنيا ماتوا بشرف لكن فقدهم صعب” .
وتضيف :”التقينا بالقائد العام المشير خليفة حفتر وأطلعناه على وضعنا وأنه لا يوجد لدينا سكن فبيتنا دمر ووعدنا بتوفير سكن وأوفي وله كل الشكر على وقفته معنا فمصابنا يختلف عن أي مصاب أما عن منزل العائلة فقد أوصى المشير أن تتولاه هيئة الآثار والسياحة لأن ما حدث به ملحمة للتاريخ وسيتم تعوضينا عنه”.
وتقول أسماء :”نحن رفعنا قضية وللأسف حوربنا عن طريق العرف اجتماعيا والشكر للمدعي العام العسكري على وقفته ومتابعته الشخصية لسير القضية ، وكل ما نريد هو إحقاق الحق والعدل والقصاص ممن ارتكبوا هذا الجرم”.
وأشارت الحرير إلى أن هناك من يحاول التلاعب بالقضية وطمسها بنفوذه ماليًا او اجتماعيًا وجهويًا، قائلة :”هناك من ينظر إلينا بأننا فتاتين لا حول لنا ولا قوة هناك من لا يريد لهذه القضية أن تصل للقضاء، وتصلنا تهديدات تباعا وهناك من يبلغنا بتحركاتنا وماذا نرتدي وحاول البعض تشويه الأسرة والإشاعات بأنهم تجار مخدرات أو أن الخلاف الذي حدث بين إخوتي وبين التنظيم سببه خلاف على ذخيرة وغيرها”.
وتتابع :”قطعًا هذا الكلام عاري عن الصحة نحن لا نريد أن نظلم أحد نريد للقضاء أن يأخذ مجراه ويقتص لنا وفي سياق القضية بعد أن حدث الخلاف بين داعش و”كتيبة أبوسليم” أصبح شغلها الشغال طمس أي وثائق أو مستندات أو تسجيلات مرئية عن المعركة حتى الفيديوهات المحملة على مواقع التواصل الاجتماعية تم حذفها”.
وأشارت أسماء إلى أنه في ذلك الوقت تظاهر عناصر “كتيبة أبوسليم” باكتشافهم لمقبرة جماعية لعدد 26 جثة وهي جثث مجهولة الهوية لأجانب مؤكدة أن هذه الجثث تعود لمقاتلي داعش الذين قتلوا على يد إخوتها خلال تلك المعركة.
وأضافت :”كتيبة أبوسليم كانت مشتركة في المعركة وتعرف التفاصيل، وكنت قد توجهت بعد تحرير درنة إلى الهلال الأحمر وطلبت منهم تفاصيل عن هذه المقبرة ومصير الجثث فأفدوني بأن ليس لديهم أي معلومات عن هذه المقبرة“.