الفصل السابع عشر

3.8K 206 74
                                    

بقلم بوفارديا_٦٦
أتمنى لكم قراءة ممتعة .
***************************

كانت فيروز تساعد سليمان في علاجه الفيزيائي ، أمسكت يده بكلتا يديها ، وقد بدأ يملي عليها الطبيب كيف تساعده .

بدى وجهه متصلب ، ولاحظت أن مزاجه معكر كلّما يبدأ علاجه ، ترك يديها وسحب عكازيه وهو يقول .
:- يكفي لقد تعبت .

:- لقد بدأنا للتو ، هل تريد أن نكمل لاحقاً ؟! .

نفى برأسه ومشى إلى الشرفة وفتحها ، رغم أن الطقس كان بارد ، لكنه وقف في الخارج ، بينما هي وقفت بوسط الصالة تحدق في ظهره المتصلب ، ويديه المنقبضة على العكازتين ، كان يكره العلاج الفيزيائي رغم أنه لم يقل ذلك ، لكن كلّما أتى طبيبه المعالج ، يصبح مزاجه معكر ، ويتحدث بنزق وفظاظة مع الجميع حتّى هي .

تركته على راحته ، وخرجت من الصالة ، وأثناء ذهابها من الممر إلى الأسفل ، حدّقت في الغرفة الوحيدة آخر الممر ، البيت كبير جداً ، وهناك الكثير من الغرف ، لكن تلك الغرفة دوماً تجذب انظارها ، تدعوها للإقراب ، شيء خفي يهمس قائلاً (إقتربي) .

فنظرت حولها إلى الدرج والصالة الكبيرة على جانب الدرج ، حيث بقي سليمان واقف هناك ، وحماتها .. السيدة فضيلة التي كانت تجري إتصالاتها ، تريد تحضير حفل لسيدات المجتمع الراقي .

أقتربت أكثر ، ووقفت أمام الباب الخشبي من شجر البلوط ، مزخرف بزخارف دمشقية بلونه الأسود الذي يجذب النظر ، نظراً للّون الأبيض الذي يطغى على المكان .

أمسكت بالمقبض وأدارته ، ولدهشتها فتح الباب مع دفعها الخفيف له ، لقد هيئ لها أنه مغلق ، شعور داخلي خالجها ، فتحت الباب وخطت للداخل ، بينما الظلمة الموحشة للغرفة قابلتها ، حيث للوهلة الأولى لم ترى غير السواد أمامها .

:- سيدة فيروز !! .

وقفت فيروز بمكانها ، قبل أن تستدير ببطء لصوت السيدة إيمان ، وجدتها تقف خلفها ، قالت .
:- نعم؟ .

:- طلب السيد سليمان حضورك ، لتناول العشاء .

هزت رأسها وخطت خارج الغرفة ، ثم وثبت بمكانها تشاهد المرأة المنمقة تقترب من الباب وتغلقه ثمّ تخرج قلادة من حول رقبتها بها الكثير من المفاتيح وتغلق الباب .

عندما همت المرأة بالذهاب ، قالت لها فيروز بسرعة .
:- سيدة إيمان ، أريد سؤالك .

:- تفضلي سيدتي .

حدقت فيروز في باب الغرفة وسألت .
:- لمن هذهِ الغرفة ؟ .

نظرت المرأة للغرفة ، أطالت النظر ، ولم تجيب على الفور ، المرأة الذكية أدارت الكلام في عقلها ، ومضغته في فمها ، قبل أن تجيب .
:- أغراض للسيد سليمان ، غرفة تخزين خاصة به .

نظرت فيروز إليها بشكل كثيف ، عيونها الزرقاء بحثت في وجه السيدة إيمان عن بصيص كذب ، لكن وجه المرأة بدى جامد ، حسناً .. ولماذا تهتم ما بداخل الغرف  ؟! ، لا شأن لها ، ومع إخبار نفسها بتلك الكلمات ، دغدغ الفضول جوفها .

إمرأة تمشي في داخليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن