الفصل الخامس

8.1K 319 39
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

*****************

قال ببساطة .
:- ننتظر العاصفة حتّى تهدأ .

استأذنت منه وذهبت إلى الحمام ، وعندما عادت ، وقفت تنظر إليه متكأة عند الباب ، بينما هو وضع قيثارته في حجره ، وبدأ يعزف عليها فور ظهورها ، جميع الرواد توقفوا عن الحديث ، وألتفتوا يحدقون به ، بينما هو يحدق بها  .

غنى لها

عينااااكِ ... عينااااكِ 
الدمع اﻷسود فوقهما .. يتساقط أنغام بياااان
عيناكِ ، وتبغي ، وكحولي ، والكأس العاشر أعماني

وأنا في المقعد محترق
نيراني ، تأكل نيراني
أأقول أحبك يا قمري؟!
آه ... لو كان بإمكاني!
فأنا ﻻ أملك في الدنيا ، إﻻ عينيكِ وأحزاني .

دوى صوت التصفيق عالياً ، عندما أنتهى من الغناء ، الضحكات كانت من كل إتجاه ، إذاً لماذا هي تدمع؟! ، والدمع اﻷسود فوقهما يتساقط انغام بيان ، هكذا وصف عينيها ، بينما كل شخص عاد لمكانه ، يتحدث لمن معه ، بقيا ينظران إلى بعضهما البعض ، يعرفان جيداً تلك النظرات ، وأن البعد حكم قاضي تم الحكم به عليهما .

أقتربت منه ، ووقفت أمام الطاولة وقالت بصوت مبهم .
:- لقد خف المطر ، هل يمكنك إعادتي إلى الحرم الجامعي؟ .

هز رأسه ، وأستقام من مكانه ، ووضع قيثارته بداخل الحقيبة وأرتداها ، ثمّ خلع سترته وجعلها ترتديها ، ووضع يده على ظهرها وخرجا ، كل ذلك وهما صامتين ، ﻻ هي تبادر في الحديث ، وﻻ هو يفعل ، وأخذت طوال طريق العودة ، وهو يقبض على يدها بداخل يده ، تحدق في يده ، والعروق الخضراء البارزة فيها ، والشعر الخفيف على ظاهر كفه كأنها تغدق نفسها بتفاصيله الصغيرة .

عندما وصﻻ أمام الحرم الجامعي ، خرجت هي من سيارة اﻷجرة ، تنتظره بينما يدفع للسائق ، ثم يقترب منها ، ويقف أمامها ، راقبته يتنهد بحسرة ، ثمّ بادر في الكﻻم عندما يأس من القطة كما أعتاد أن يلقبها.
:- ستتحدثين معي كل يوم ، ساعة ، دقيقة ، أريد سماع صوتك كل ثانية ، أريد رؤية عينيك في كل لحظة أغض فيها طرفي ، أريد أستشعار وجودك بجانبي ، اتنفس الهواء الذي تتنفسينه .

كانت فقط صامتة وتهز رأسها بإيجاب ، أبتعد قليلاً وألتفت بوجهه للجهة الأخرى ، بينما يضع يده على عينيه ، أيخشى أن ترى عينيه الدامعة ؟! ، بقيت واقفة بمكانها تنظر إلى ظهره المقابل لها ، قالت له.
:- علي! ، أنظر لي أرجوك!! .

تنفس بقوة ، وأخبر نفسه أن يعود لرشده ، يعود لوعيه ، ﻻ يبكي سوى النساء ! ، فألتفت لها وأقترب منها ، نظرت إليه وقالت وهي تمسك يديه بيديها وتضغط عليهم ، ودفئها يتسلل إلى برودته .
:- إن كتب الله لنا لقاء سنلتقي ، أنت أذهب إلى عائلتك ، أعلم كم مشتاق إلى والدتك ، أحتضنها ، قبل رأسها ، واستنشق رائحتها الحنونة ،  كنت تخبرني دوماً كم تتمنى أن تستنشق رائحتها ، إن وافقوا عائلتك على أن تعمل هنا ، سأكون أول من يستقبلك في مطار دمشق ، وحتّى إن قررت إكمال دراساتك العليا هنا أيضاً ، أنا بجانبك دائماً ، أنت عليي ، أنا فقط .

إمرأة تمشي في داخليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن