البارت الثالت

44 7 0
                                    

البارت الثالت
في محافظة سوهاج يقف ثلاثه من الرجال الاشداء يتحدثوا أمام باب العنايه المركزة ينتظرون خروج الطبيب
-عارف ي محمود لو البت الي جوه دي حصلها حاجه هيحصل اي فينا انا قولتلك من الاول بطل عمايلك دي مش كده ي اخي .. اردف ذلك الذي يدعي محمود بعصبيه
-بجولك اي يا فؤاد ي خوي معتوجعليش راسي بنت المركوب دي كان لازم يحصول فيها اجده
-مش كده ي محمود البت كانت هتموت ف ايدك انت وابنك
-تموت ولا تغور ف داهيه لازم تتربي صوح وما هتنساش انها بنت اخوي كُمان 
-قصدك اخونا الي مات ويدوب حضرنا الدفنه وانت مصدقت خدت البت علي هنا عالطول
-اتخربت في دماغك انت ولا اي كنت معيزنيش اجبها ويانا كيف ولا عايزها تبجا علي حل شعرها عاد
-متعملش نفسك خايف علي البت ي محمود انت عارف كويس اوي أن الي يهمك الورث مش اكتر
-علي أساس انك مهيهمكش الورث واصل ي ابن بوي
-لا يهمني طبعا بس انا اصلا ماليش دعوه بالحكايه دي أنا يدوب جاي يومين وراجع علي القاهرة تاني انا مش عارف انا بتكلم معاك ليه اصلا انت الي ف دماغك بتعمله وبيحصل
-زين ما عملت ي ابن ابوي واجفل خشمك دا خالص أما نشوف اخرتها مع الهبابه دي
خرج الطبيب من غرفه العمليه وتحدث معهم بعمليه بعد أن أخبرهم عن حاله وجد وطمأنهم علي حالتها
-هي دلوقتي خرجت من العمليات وهنعملها اشاعه علي المخ نشوف ف ارتجاج ولا لا وضلعها اتكسر ودا سبب نزيف في الرئ بسبب طبعا ضغط ضلعها عليها و اديها اليمن ورجلها اتجبسوا باذن الله تكون بخير عن اذنكم
-يخربيتك ي محمود انت عملت اي ف البت ..قال بكل برود
-معملتش حاجه هي بعد ما خدت العلجه التمام وبتجري من الواد فتحي وجعت من البلكونه يلا يكش كانا خلصنا منها
-بقولك اي ي محمود خف علي البت شويه هي مش حملك انت وابنك اوعي الشيطان يوزك وتقتل البت انا عارفك دي مهما كان بنت اخونا
-انجتم ي فؤاد ويلا نروح نشوف ورانا اي بلا هم

مطار القاهرة الساعة ٧:٣٠ صباحا يخطو اول خطواته داخل المطار ليعود إلي موطنه الأصلي بلده الحبيبه الي اشتاق اليها ولاصدقائه ولعمله بها
-اي ي زفت ي حيوان انت فين انا هاخد الشنط وجواز السفر وخارج ٥ دقائق أن ماشوفتكش برا علي الي هعمله فيك غور يلا سلام
-امي بتعرفي تتركيني بحالي ولا لا انا ما بدي روح
-كيف يعني بتركك اتجننتي انتي ولا شو.. لتقول بضحك
- خلاص ماما بنشوف هاد الموضوع بعدين الله يعطيكي العافيه انا مو قادرنا
ليلتفت سليم بالصدفه وهو يتحدث في الهاتف ويصتدم بتلك القصيرة الجميلة التي رائها شام .. شام واحلي شام شام من نوع خاص بعيونها البنيه واهدابها الكثيفه والطويلة وغمازتها التي أخذت قلبه وهي تضحك بشعرها البني الطويل وبشرتها البرونزية اللمعه والصافيه كالأطفال
-يييي انت اعمي ولا شو لا اكيد اعمي
-اي قله الذوق دي احترمي نفسك ي انسه انتي انتي الي خبطي فيا مش انا
-لك ولا اعمي وفوق هيك مو محترم كمان .. لتقول والدتها وهي تدفعها للأمام
-لك ابني لا توخزني بعتذر منك هي مو قصدها يلا شام حبيبتي اتاخرنا
-لك ماما انتي عم تعتذري منه فوق هيك واحد ما عنده زوق بالمره
-بت انتي احترمي نفسك انا ساكتلك من الصبح احتراما لوالدتك
-لا تعال اضربني شو بتعمل يعني فرچيني
-اوفف منك لسانك بدوا ينقص امشي قدامي يلا لا توخزني حبيبي مره تانيه بعتذر
مشيت شام مع والدتها وهي تتحدث بكلام غير مفهوم وتقذفه بسيل من الشتائم نظر عليها وابتسامة جميلة شقت وجهه لينير جماله أكثر ويظهر جمال عيونه الرماديه ضحك حقا عليها وعلي لسانها السليط الذي يريد ان ينقص منه كما قالت والدتها تلك القصيرة المشاغبه فهي تصل إلي نصفه اي الي بطنه أيعقل ذلك أنها قصيرة حقا لم يرا فتاة ف حياته بطولها شكلها مضحك حقا ولكنها جميلة وتمتلك جسم اجمل ظل ينظر ف أثرها وهي تتحدث بعصبيه مع والدتها الي أن اختفت أنها لطيفه جدا وطريقه كلامها الطف. ليقول لنفسه بسرحان
-مش معقول كميه الجمال الي هي فيها دي ليفوق علي صوت أخيه هيثم
-اي برنس واقف بتكلم نفسك ولا اي
-اي ي زفت ف اي يخربيتك .. ليقول هيثم بضحك وهو يحتضنه بشدة والآخر يبدله بشوق كبير
-احترمني شويه انا اخوك بردو عيب كده انا متجوز ومخلف وف واحد جاي ف الطريق ي عمو العيال يقولوا عليا اي ابوهم بيتهزق من عمهم.. ليضحك سليم بملئ فمه ويقول
-بجد سهي حامل الف مبروك انا مش عارف انت اب وعبيط كده ازاي
-تاني تاني انت عشان الكبير انا ساكتلك علي فكره مش اكتر وأبسط ي عم مش سهي بس الي حامل ساره كمان حامل ف تؤام وهتبقا خالوا وعمو ي كبير
-انا مش مصدق نفسي هو انا غبت كل دا لدرجه ان ساره تكبر وتتجوز وتخلف
-اهو شوف بقا يلا عشان منتاخرش وعمك كمان لسه راجع من السفر النهارده وكلنا متجمعين
-يلا دول وحشوني جدا حقيقي..
تستفيق لورا من شده الالم الذي تشعر به فهي تشعر أن رأسها شوف تنقسم إلى نصفين من زيادة الالم
-اه دماغي من قادره بجد ياربي قالت ذلك لتبكي من الالم وتذكرها لما حدث ف نفس الوقت لتعلو شهقات بكائها لتملئ الغرفه
-ياربي انا تعبت تعبت والله ومش عارفه اعمل اي اروح لمين ماليش حد غيرك ريحني منه ومن شره
-قومي ي بت انتي يلا خلينا نروح رفعت نظرها الي ذلك المدعو أخيها اشرف
-نظرت له مطولا وعينها أدمعت أكثر ولم تتحدث
- ف اي ي بت متقومي
-هو انت بجد اخويا! متاكده انك اخويا لحمي ودمي لحمي ودمي الي بينهش فيا بدل ما يلمني وياخدني ف حضنه ويحميني من الي بيحصلي من واحد حقير حيالله جوز امي الي ماتت بحصرتها عليا بدل ما تلم لحمك وتبقا ضهري بتكسرني ي اشرف .. ذهب إليها ليمسكها من ذرعها ويشدها ليخرجوا
-بت انتي انا مش فاضي للهري بتاعك دا متوجعيش دماغي بكلام فارغ كنت سبتك غورتي ف داهيه وانتي سايحه ف دمك وخلصت بتتشطري عليا بس وتيجي عند جوز امك متقدريش عشان انتي شوفتي عمل فيكي اي المره الي جايه يقتلك بجد ومش هحوش ظلت صامته لم تتحدث بعد ذلك الحديث معه لم يجدي اي نتيجه سيظل كما هو دائما لتقول في سرها
-انت وحدك الي عالم بيا انا تعبت ارحمني يارب ..ذهبت لورا ف اليوم الثاني الي العمل ولم تذهب إلي الجامعه فهي حقا كانت لا تود ان تذهب إلي العمل فجرح رأسها يؤلمها بشده وخاصه أنه كان عميق وتم خياطته من الخارج والداخل نهضت بكسل ولبست ملابسها وخرجت علي عمالها الحمد لله لم ترا اي منهم هو هي الي تعمدت ان تستيقظ مبكرا حتي لا ترا وجهم تستيقظ حقا !
هي لم تنام من الأساس من تفكيرها وألم رأسها فهي لم تأخذ اي علاج أو ادويه ليس معها أي أموال حتي تقوم بشراء الدواء فأخيها لم يسأل بها بعد ليله امس واكيد زوج والدتها النذل ليس هو من سيحضره فهو يتمني أن يتخلص منها اليوم قبل غدا هي حتي لم تلمحه منذ ليله امس بعد عملته هكذا أفضل حقا هي لا تريد أن تراه ف حياتها مره اخري .. ابتسمت بسخريه علي نفسها وادمعت عينيها فهي جائعه حقا لم تأكل شئ من أمس صباحا عندما كانت بالجامعه أدخلت يدها في حقبتها حتي ترا إذا كانت تمتلك بعض الجنيهات لتجلب لها أي شئ تأكله نظرت ف حقيبتها وجدت ثلاثه من الجنيهات فقط أخذتهم وذهبت لتشتري شقه من الفول اخذتها وجلست علي رصيف تأكلها بنهم وتبكي فهي حقا جائعه ولا تمتلك المال فهي تشتغل وتتعب ليأخذوا منها مالها بعد ذلك فهي حتي لا تأخذه ف يدها فزوج والدتها يذهب كل شهر الي صاحب المحل حتي يأخذ منه المال ويرمي لها بعض الجنيهات من مالها !  يالهي الطف بحالها..

لك من عمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن