في أحد الشركات الكبيرة المعروفة يقبع ذلك الرجل في مكتبه ذو الأثاث الرمادي الراقي و هـو يفكر بـكلام جده الذي تفوه بهذا الصباح " عمكم الأصغر قادم قد تتعجبون لما قد عاد بعد أن ترك العائلة لكنه كان مجبر لذلك كونوا معه لطفاء يا أولاد "العم الأصغر ذلك العم الذي ترك عائلته و سافر لتركيا بعد أن تزوج من تلك الألمانيه و حارب العالم من أجلها و الأغرب أن جده يتصرف و گأن الوضع طبيعي و ليس كأن هناك أحد من أبناءه تخلى عنه
لقد رأى صور عمه رجل بمعنى الكلمة يشبه إخوته تماماً نفس الهيبة و الرزانه و القوة لكن هناك شيء غريب صورته مع أخوته أو أخواته ليست كمثل صوره مع زوجته و إبنه الأول فهو تملك ما بعده تملك
نظرات الحب و العشق لهما كانت واضحة صحيح أن في الصور الأخرى أظهرت حبه الأخوي لكن تملكه لزوجته بإمساكها من خصرها و حمله لإبنه ذو الأربع سنوات بذراع واحدة كأنه طفل أمسك بلعبة لن يتركها لأحد أثبتت له أنه رجل عاشق مهووس لحد الجنون
رجل غريب و طبعاً غريب لقد سمع من أبيه أن عمه هذا لم يسمح لأي أنثى بلمسها من غيرته التي كانت زوجته هي من تتحكم به هو گ الأسد الضاري لكـن معها گ الحمل الوديع من عصبي و مزاجي لرجل هادئ و رومانسي
و كم تعشق المرأة أن تكون معشوقة زوجها رغم غيرته التي گ السجن لها لكنها تخلصت منها ببطء تنهد بخفة عندما تذكر أن عمه و عائلته سيأتون بعد يومين
لا ينكر أنه يرغب برؤية هذا الرجل و كثيراً لكن هناك شعور يقول له إن ما خفي أعظم أمسك بأحد الملفات ليقرأها لكن قاطعه دخول لا بل مداهمة أخيه الصغير ذو العشرون سنة مع إبن عمته البكر ليقول أخيه " يا رجل هل ما سمعته صحيح !"
رفع نظره إلى يوسف إبن عمته الذي يماثله بالعمر ببداية الثلاثين سنة و من تحول نظره لأخيه آسر ليقول بهدوء " ماذا سمعت بالأساس لكي أعطيك إجابة على سؤالي ؟! "
جلس يوسف بصمت كعادته و معه آسر الذي قال بغير تصديق " عمنا العاشق هل سيرجع للبلاد بعد غياب سنين"
تنهد أوس بخفة رادف بهدوء " أجل فلما هذه الصدمة "نظر آسر ليوسف البارد ذلك الرجل الجليدي المتبلد و من ثم لأخيه الذي هو أكثر بروداً من إبن عمه بكثير ليقول بحنق " ما هذا ! أقول لكم بأن عمنا سيعود و أنتما بهذا البرود "
هنا تكلم يوسف بعدم إهتمام بعد أن أخرج سيجارته ليدخن " و ما هي ردة الفعل المناسبة يا سيد آسر... "قال آسر بحنق " أنتما حقاً لا تطاقان بدأت حقاً أشك بأنكما أخوين و ليس إبنيّ عم " رفع يوسف حاجبه قائل ببرود " و منذ متى بدأ الفنان آسر يشك بنا ؟! "
أنت تقرأ
زهـرة التوليـب
Romanceاحزان تطوف في الذاكرة و آلـام تغوص فـي الأعمـاق طغى الأسى على الكبرياء واصبحت الالام تلوح في الأفاق كتمان جعل القلب ينفجر ، وكلام جعل نظرات الشفق ترتسم ؛ رسمت الأحلام بـ مخيّلتي فما كان منها غير الجفاء ركبت خيول الزمن لتنسيني طفولتي ذكرتني بأيام ما...