أخذت نفس عميق بعد أن خرجت من مكتب رائد متجهة لمكتبها... و بمجرد أن فتحته...دخلت بسرعة ترمي جسمها على الأريكة... هي متعبة لكن...ليس جسدياً بل نفسياً... الجميع يظنها خجولة و ذات شخصية ضعيفة.... و هي تعذرهم...فتاة عائلتها غنية يمتلكون شركات كثيرة....
و أقاربها سواء أكان من عائلة أبيها أو أمها أغنياء.... مدللة أخوتها و والديها...فكوّن هذا الدلال شخصية...خجولة هشة رقيقة..و لـهذا قررت أن تختبر مشاق الحياة من العمل...ستختلط بأنواع كثيرة من البشر منها...اللطيف الطيب المتسامح...و منها الحقود الغيور الأناني... و منهم ما يجمع بين تلك الصفات الإيجابية و السلبيه...
لكن قرارها قـُوبِل بالرفض من قِبل إخوتها و أبويها....ما عدا شقيقها الكبير حنون و صارم جداً...لقد وقف معها و ما دام هو وافق فكان لهم الرضوخ فـ المخيف كلمته لا تثنى... و لذلك عندما رأى إصرارها دعمها و بثبات... لكن البغيض أرسلها لإبن خالتها المرعب... رائد الذي يفصل أي علاقة شخصية في مجال العمل... تعامله صحيح لكنه يرعبها... و كأنه ليس نفس الشخص المتعاطف معها...
تنهدت بخفة لتسمع صوت هاتفها يرن مُظهِرة صورة إبنة عمتها الحبيبة صورة تأسر القلوب الجليديّه لهما … هي مبتسمة و المجنونة التي معها بالصورة تقبلها من خدها بقوة... لقد أحسنت صديقتهم بإلتقاط هذه الصورة و ببراعة...دون حتى أن تنتبها... و عندما عرفتا طالبتا بتلك الصورة و بجنون
أجابت برقة " صبا حبيبتي " إبتسمت صبا بإشراقة..إبتسامة تهز قلوب... آسرة بجمالها...عيانها كسماء صافيه...زرقوتان بطريقة تبهرك... تجعلك تنظر لها لساعات دون ملل أو كلل...
" تالا بالله عليكِ توقفي عن رقتك التي تجعلني كرجل في العصابات " قالتها صبا بضحكة مشاغبة جاعلة من قريبتها الرقيقة تضحك قائلة " أتمنى فقط أن يأتي يوم و تتحدثين فيه بجدية " عبست صبا بطريقة محببة لتقول بتذمر حانق طفولي " أنتي كسرتي قلبي الصغير... توتي.." أنهت جملتها بدلع تالا الذي تناديه دوماً به هي و صديقتهم
" حبيبة قلب تالا ما بها تتصل بي ؟! و لا تراوغي يا مشاغبة " قالتها بحنان أموي و كأنها أمها و ليس قريبتها و صديقتها... سمعت صوت أنفاس صبا الهادئ لتشعر بأن هناك خطبٌ ما فقالت بهدوء " صبا هل حدث شيء ؟!!!.."
تنهدت بخفة لتقول بهدوء ليس من عادتها " هـل تعرفين أن لي عم و هو أصغر أعمامي ؟!.." تنبهت حواس تالا لتجيب " أجل! إسمه إسماعيل على ما أذكر...! " تابعت صبا بنفس الهدوء " سيعود بعد يومين سيعود بعد غياب سنين طويلة "
تهلهلت أسارير تالا بفرحة فعائلتها و عائلة القيصر من أكبرهم لأصغرهم يعرفون بعض سواء أكانوا نساءً أم رجال...لكن الغريب بإسم عائلتهم فلما القيصر...لتوضح لها صبا إن الجميع يعرفهم بهذا الإسم لقوة شخصيتهم و حدة رجالهم
أنت تقرأ
زهـرة التوليـب
Romanceاحزان تطوف في الذاكرة و آلـام تغوص فـي الأعمـاق طغى الأسى على الكبرياء واصبحت الالام تلوح في الأفاق كتمان جعل القلب ينفجر ، وكلام جعل نظرات الشفق ترتسم ؛ رسمت الأحلام بـ مخيّلتي فما كان منها غير الجفاء ركبت خيول الزمن لتنسيني طفولتي ذكرتني بأيام ما...