أشقَر

1.8K 38 5
                                    

أَسمَر أَقبلَ بِحُلَتِه الفَاتِنه عَلَى أراضِي اليُونان...
    تَسَللَ فِي لؤمٍ إِلَى رِئَـتِي
    فِي كُلِ خُطوةٍ يخطُوهَا عَلَى أرضِ موطِنِي...
    يُشِعلُ شَظَايَا البَهجةِ و الحُبِ بِضواحِيهَا
    كَأَن أثِينَا مِنْ قَبْله كَانت موطِناً للبُؤسِ...
    وَ مَا شعرتُ بها و النّاسُ ماشَعرُوا
    مَاذَا أُسَمِيكَ...لَا أسماءَ تُقْنعنِي...
    وَ الشِعرُ و اللُورُ و النّسمَاتُ و النّهرُ
    خُذنِي بجَفْنيكَ يا قمَراً يُسامِرُنِي...
    إنِي تَعِبتُ وَ أعيَا جفْنِي السّهرُ.

                  ~

حَلت الشّمسُ تُلقِي التّحِية علَى أهلِ المدِينةِ
تُرسِلُ العَصافِير لِكُلِ دارٍ تُوقِضهُم بِنغمةِ زقزقتِهَا.

لِتتسللَ أَشِعةُ هذِه الذّهبية تُدَاعِبُ
ذَاك الأَشقر القَابِع أَواسِطَ الفرَاشِ الحرِيرِي

فتَح نَواعِسهُ لِيُفرِجَ عَنْ زَرقاوِيتيهالتِي تُنافِس
زُرقَة البَحر، لِيُعلنَ عَنْ بدءِ يومٍ جدِيد

نَهضَ بِترَاخٍ مِنْ مكَانِ مرقدِه لِيرسُم المَسار
نحوَ الشُرفةِ مُزِيحًا تِلك السَتائِر الطَويلة

لَم يلبَث لحَظاتٌ أمَام الشرفة حتّى
عادَتْ ذَاكِرتهُ حيثمَا قَابلَ ذَاك الشّاب الغُرابِي

                "أيَا وجهاً قمراً
                 أيَا صَاحِب الظِل الأسود
                 أعِني فإنِي غاَرِقٌ حورَ طرفاً"

إِنبثقَتْ الكَلِماتُ مِن بَينِ ثَخنيتيهِ لِيبتسِمَ
بِبشَاشةٍ طَاغِية علَى ملمحِه

أَفاقَ مِنْ شُرُودِه فَورَ سماعِه لطَرقاتِ البَاب
المُرصعِ بالذَهب و بِالطبع فهُوَ أمِير اليُونان
و إِبنُ حَاكِمهَا وَ لَا نَنسَى أنَ شعبَها يُقدِسونه
كما وَ يعتبِرُونه إله للجَمالِ

دَخلت الحَسنَاواتُ لِغُرفتِه بعدَ سماحِه لهُن
، ليبدَأن بتَرتِيب الغُرفَة

إِقتربتْ إِحدَاهُن مِن "آدُونِيس" قاصِدةً غسلَ
أطرافِ جَسده بَينمَا تُخفِض نَظرهَا خِشيةً
مِن أنْ تَقع مُغمى علَيها بِسبَب فِرطِ حُسنِه

أخذَ يلُف بَشرتهُ الحِنطية بِقُماشٍ حَرِيرِي أبيضَ ناصِع يُغطِي بِه مَفاتِنه و ألفُ آهٍ كَم هِي مُغرية وَ كأَنَ
الفُتونَ و الحُسن كُله تَجمعَ و خُلِقَ عنْدَ
آدُونِيس فلَم يُطلِق أهلُ اليُونانِ لقَب
"إِلهُ الجَمالِ" عليه هبَاءً

وضعَ تَاجهُ الذَهبِي المُرصعِ بِبعضٍ مِن
قِطعِ الأَلْمَاس لِيدلفَ الغُرفَة قَاصِداً
جنَاحَ المَلِك

تجَمع الهَواءُ برِئتَيه بعدَمَا وصَل أمَام
جنَاحِ والِده لِيرفعَ يُمنَاهُ دَاقاً البَاب
بِخفة مُنَتظِراً إِشارةً مِنهُ للدُخول

دَلفَ الغُرفَة خَافِضاً نظرهُ عَنْ والِده
”صَباحُكَ خَير حضرَة الوَالِد“

أردَف آدُونِيس مُنحنِياً إِحتِراماً لِوالِده
بَينمَا هذَا الأخِير ينظُر لهُ دُونَ هبَاء
يحمِلُ بيُمنَاه كأساً مِن بِنتَ العِنب
و بيُسراهِ يُحيطُ خَاصِرةَ جَاريةٍ
حسّناء شِبهُ عَارِية

أفلَت الجَارِية لِيقِفَ العجُوز ذُو الهَالةِ
الصارِمة مُتقدِماً نَحَو بنِي صُلبِه جاذِباً
إياهُ مِن عُنقِه لِيردِفَ كَلِماتهُ بِنبرةٍ حصِيف

”أتتَناسى أنكَ إِبني أم ماذَا؟
لِما تزَالُ تتصرفُ مِثل الفتَيات رُغم أنِي
حذرتُكَ مِراراً و تِكراراً، إِسمَع فالتُعدِل
مِن أُسلوبِك النَاعِم هذَا أَو شَوهتُ
وجهكَ الجمِيل أكَلامِي مفهُوم؟
و الآن إِنصرِف“

إِكتفَى آدُونِيس بالإمائة بَينما يكتِمُ دُموعه
لِيحملَ جُثمانهُ و يتجِه للخَارِج  

إِنسابت دُموعَه علَى وجنتيهِ ليُهروِل إِلى
إِحدَى الحُقولِ القَريبة جَالِساً هُناكَ بَينمَا
يتذَكرُ كَيف كانَ والِدهُ يُعامِله مُنذُ نعُومةِ أظَافِره، لكِنهُ لَم يختَر شَخصِيته شخصِية آدُونِيس الحَساسةَ و الرَقِيقة كَبتلِ زَهرةِ الزَنبَق، الفَاتِنُ ذَا القَوامِ المُغرِي و الحسنُ ذَا العِينَان الآسِرتان و الأَهدابِ الطَويلة..

_______________________________________
أدري أنو القصة الأقسام مرة قصيرة بس والله مشغولة و الدراسة المهم بدي دعم بلييز 😭
ياريت تدعموني و تدعموا القصة

خَطِيئةٌ عَذراء ڤ.كِ VkOù les histoires vivent. Découvrez maintenant