لِقَاءٌ عُذرِي
_______________________________________
قَطراتٌ كرِيستَالِية عَالِقة بالجُفونِ، نَحِيبٌ
خَافِتٌ صَادِرٌ مِمَن كَان يتَوسطُ أطلَال
الزُهور بِطَلةٍ فتَانةٍ فَاتنَة، وَ ملَامِحٌ
لَم تكُن بِالمُبهِجة بَل أسً طَاغٍ
علَى ثنَايا الأشقَرحَتى رمى بجُثمانِه علَى الأرضِ الخِصبة
بَين جُذوعِ البُوفَاردِيا، يُركِز علَى صُفو
زُرقَة السَماء و يُلقِي بِأفكَاره التِي
دَوت سَائِر عَقلهطرُقَت علَى مسَامِع سُموه الأَشقر
أصوَاتُ حَدِيثٍ جَانبِي، لِيُشِيح
بِغَائرتَيه لِمصدَر تِلكَ الأصوَات
فَيلمحُ جُثةً مَألُوفةٍ"مَعقُول.."
بَين تشقُقاتِ تِلك الشَفتين أعربَ الأمِيرُ
الذِي لَايزال شَارِداً بِذَاك الغُرابِي وَ الذِي
كَان بِرفقَة شَابٍ قَصِيرُ القَامة و فَتاةٍ
خُمرِية حَسَنةُ القَوامِ، فكَان ذَاك الغُرابِي
نَفسه الذِي قَابل آدُونِيس علَى
ضِفاف النَهر._
"آركُون لَقد قَرأتُ حفنةً مِن قِصتكَ الأخِيرةِ
و التِي اِحتَوت الكَثِير من الجُرأةِ لوصف
مَفاتِن جَسَد ذَكرٍ و عَلاقةٍ بَين الرِجَال..."نَطقت جُولِيا تَبتلعُ مَاء رِيقهَا لِتُكمِل
مَا تبقَى مِن حُروفٍ عَالِقَة بِحَلقها."أنتَ تُدرِك أن ذَلِك يعُد وصمَة عارٍ
و إن تطَرق أحدٌ لِهذه القِصة سَيتِم
تَرحِيلكَ نَحو المَشنقَة و جَمِيع كتبِك
مصِيرُها أن تَكُون فَحما مُندثِراً
بأعماقِ المُحيط".بِعدَم اِهتِمَام قَلب آركُون سَواد بُؤبؤتَيه
لِتحُط علَى الأشقرِ فَتعترِيه فَجأة
مَلَامِحُ الصدمةِ و الهُيام وَ تَعودُ
ذَاكِرتهُ إِلى حَيثُ مَكمنِ لُقيَاهُمإنتَبه رَفِيقهُ جِيمين إِلَى حَيثُ مَقبعِ شُرودِ
صَدِيقه لِيُسر بِهَرولةٍ و فَزعٍ"سُمو الأمِير هُنَا!!!
اِنحَنُوا..اِنحَنُوا"اِنتَفض كُل مِن جِيمِين و جُولِيا علَى
عُودِهمَا، يَنحنِيان بِكُل نُبلٍ للذِي تَقرب بعضَ
الإنشَاتِ منهِمَا سِوى آركُون الذِي بَقِي
شَارِداً و بَسمةٌ جَانِبية رُسِمَت علَى مَلمحِهتَقربَ سُموه مِن الأغَر يَحفظُ تَفاصِيله عَن ظهرِ قَلبٍ؛
خُصلَاتٌ فَحمِية تُنَاجِيها هَفواتُ النّسِيم
العَلِيل، مُقلتَان مَرسُومتَانٓ بشَكل دَقِيق تَتوسطُهما
بَلورَةٌ سِحرية شَدِيدةُ الكُحلِ تُوقِع كُل
إِنسٍ، شِفَاهٌ قَاتِمَة تلِيهَا تحتهَا شَامة لَا تزِيدُه
إِلَا وَسامةً بَشرةٌ شَاحِبة و لَا نَنسىآهٍ! مِن ذَاك القَوام ذِي العَضلاتِ
المَفتولَة و الصَدرِ العرِيض و الكَثِير
من التفاصِيل المُبهِرة التِي آسَرت
آدُونِيسنَكز جِيمين بِسبَابتِه خَصر آركُون لِيُشِير
لَه بالإنحِنَاء فهُو أمَام أمِير اليُونَان و إِلهُ
الحُسنِ كمَا يزعمُون، لِينحنِي الآخَر و الإبتِسَامةُ
لَازالت بَادِية علَى أدِيم المَلِيح"وَ لِأنَ الحَظُ بَات حلِيفي أُكرِرهَا أمَام سُموكَ
لِلمَرة الثَّانِية، فإنِي أُقسِم بِعزتِي و وجُودِي
بِهذِه الدُنيَا لَا جمَال يُقَارن بِسموكَ و لَا فُتون
ينَافِسُ جَلالتكَ، و لكِن مَا بَالُ سمُوِي
الأشقَرُ يَبدُو الشَجن علَى مَحياه"اِنبَثقت كلِمَاتٌ مِن ثَغرِ المَلِيح تَسبَب بِصَدمة المُتواجِدين و أولُهم آدُونِيس الذِي تَلبسهُ خِمَارُ
الخجَلِ وَ تصبُغاتٌ مُحمَرة علَى وجنتَيه لِيَرى
الصَبِية التِي كانت بِرفقَتِ آركُون حَملت أطرَاف
فُستَانِها و غَادرت لِيلِيهَا الفَتى الذِي
يُدعَى جيمِين"أرَى أنكَ صَاحِبُ جرأَةٍ أيُهَا المَلِيح أفلَا
تُعرِفنِي عنكَ، فأنتَ لا تبدُو مِن هُنَا"عَقد الأشقرُ ذِراعَيه لِلخَلف ينطُق كَلِماتهُ
لِيُجَاوِبه آركُون قَائِلاً بكُل شُموخ"يُمكِنك منَاداتي جيُون كَاتِبٌ شَهِير مِن
البُندقِية، لَابُد أنكَ تعرِفُنِي سمُوكَ المُبجَل
فرِواياتِي تُتلَى علَى كُلِ لِسَان بالمَمالكِ "لَم يَلْبَث آدُونِيس حتَى اِتخَذ خُطاً يقتُل
تِلكَ المسَافةِ بينَهُ و بَين الأكحَلِ لِيُقِر
أبَاخِسه أسفَل ذقنِ آركُون الذِي سَكن
بِمقبعهِ و قَد رَاقهُ أمرُ قُربِ الأمِير"جِـ يُـ و ن.. كَاتبِي المُفَضل!
فَلا أستَغرِبُ أنَ صَاحِب تلكَ الرِوايَات
الجَرِيئة أنهُ يَتغزلُ بأمِير اليُونَان و ضَواحِيها"أردَف الأشقرُ و قَد اِرتَفع طَرفُ شِفته فِي
بَشاشة، فتمَرد جيُون بِقَصائدٍ أتَى بِهَا
مِن بحرِيتَا آدُونِيس و كَفُ يدِه تَموضعت
عِندَ خصرِه"لِلوَهـلةِ الأُولَـى رُؤيّـاكَ
جَعلتَـنِي أسِـيراً يتَـحرّر..
بِـعزفِكَ لحـنٌ جمِيّـلٍ
أَسـتَحسِنُ لفـظَكَ وَ المَـعشر.."نَبضاتٌ تَتسارعُ و مَلَامِحُ ترتخِي فَور
اِنصَاطِ سُموه الأشقَر لتلكَ المُرادِفات الثَمِينة"أَ أزِيدُ مِن حُسنِكَ شِعراً؟"
شَارِد بينَ ثنَاياَ الأعذرِ و هُو يُدلِف الكَلِمات
البَهِية علَيه، و النَظراتُ هَائِمةٌ، و دَقاتِ الجِنَانِ
تَعلُو و نَغمَاتُ اللُورِ تُصَاحِب مَسامِعهماحتّى أتى فتاً شَاحِب بُندقِي الخُصلَات
يُنَادِي صَاحِب السُمو قَاطع عالَم
اليَقضَة الذِي دَار بينَ آدُونِيس و الغُرابِي"هُوسوكَ...".
VOUS LISEZ
خَطِيئةٌ عَذراء ڤ.كِ Vk
Romance"خَطِيئةٌ عَذراء" و أنـا المُـحاصرُ و المطَّـوقُ بين أزهـارِ الزّنـابِقِ و الخمـائل...بيـن رُمَّـانِ النـهـودْ وَ أنَـا المُـطاردُ و المـلاحقُ دائِـماً وَ يَسِـيرُ خَـلفي كُـل أصّنـافِ البـشر، أشـقرٌ أنـتَ حـبِيبي و عـشِـيقي أهـواكَ يـا أحـلى جَمِـي...